فنون الشعر المغربي وخصائصه:
مقدمة:
تُعدّ دراسة الشعر المغربي رحلة عبر الزمن، حيث يمتد تاريخه من العصور الأولى إلى العصر الحديث. ويُغطّي هذا الشعر مساحة جغرافية واسعة تشمل المغرب الأدنى والأوسط والأقصى، وصولاً إلى مناطق أخرى مثل شنقيط (موريتانيا).
خصائص الشعر المغربي في العصور الأولى:
- الكساد في العصور الأولى: شهدت العصور الأولى، خاصةً في ظل حكم المرابطين، كسادًا في الشعر والأدب، وذلك بسبب انشغال الناس بالجهاد والحروب.
- الازدهار في عصر الموحدين: ازدهر الشعر في عصر الموحدين تحت رعاية الخلفاء والأمراء، حيث تنوعت أغراضه وفنونه، واتسعت مجالاته، وامتزج المديح بالشعر السياسي.
موضوعات الشعر في عصر الموحدين:
- الشعر الديني: واكب الشعر التطورات العقائدية والاجتماعية في عهد الموحدين، وعبر عن دعوتهم وما يتعلق بها من مهدوية أو عصمة، وإمامة.
- المدح: تخلصت قصيدة المدح من المقدمات التقليدية، وافتتحت بالحديث عن سيرة المهدي بن تومرت وخليفته عبد المؤمن بن علي.
- الغزل: تنوع الغزل في شعر المغاربة، فكان فيه العفيف والماجن.
- وصف الطبيعة: أفرد الشعراء للطبيعة قصائد لوصفها، فصوروا مفاتنها، ووقفوا عند كل جزئية من جزئياتها.
- وصف الخمر: ووصف الشعراء الخمر، وافتنّوا في وصف مجالس الشراب والندمان والسقاة، وعبّروا عن تعلّقهم الشديد بها.
- الرثاء: لقي فن الرثاء رواجاً لديهم ولاسيما رثاء المدن الأندلسية التي سقطت في أيدي النصارى، وفي رثاء مدنهم التي خربت (القيروان).
- الزهد والتصوف: ازدهر شعر الزهد والتصوف وشعر المدائح النبوية.
فنون الشعر المغربي:
- الموشح: نظم الشاعر المغربي الموشح، فابن غرله الذي اشتهر بعشقه رميلة أخت الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي نظم الموشح والزجل والمرنم (الزجل الذي يدخله الإعراب).
- عروض البلد: عرف المغاربة «عروض البلد»، وهو فن شعري نشأ في الأندلس.
مقارنة بين شعر المغرب وشعر المشرق:
- التأثر بالأندلس: كان التراث الأدبي في المغرب مطبوعًا بالطابع الأندلسي في شكله وموضوعه.
- قوة الصيغ اللفظية: برع شعراء المغرب في جمال الصيغ اللفظية وأناقتها.
- قوة التأثير: تميز الشعر المغربي بقوة التأثير العميق الصادق.
خاتمة:
يُعدّ الشعر المغربي ظاهرة ثقافية مهمة تُظهر مدى تطور الحضارة العربية الإسلامية في المغرب. ويتميز هذا الشعر بتنوع أغراضه وفنونه، وجمال الصيغ اللفظية، وقوة التأثير العميق الصادق.
0 تعليقات:
إرسال تعليق