تناقضات النظام التربوي والتكويني.. الخضوع لقيم التنافسية والاستحقاق وجعل المدرسة جزيرة مغلقة وحاجزة لتطورات المجتمع وتأثيراته



أصبح النظام التربوي والتكويني، وليس فقط النظام الاجتماعي، يفرز تناقضاته وإقصاءاته وهوامشه ولا مساواته.

ولم يعد المميز فقط هو الحصول على شهادة ما، وإنما نوع الشهادة ودرجة الامتياز المحصل عليها.

ومن ثم، لم يعد من السهل التوفيق بين المساواة والتعميم من جهة، والاستحقاق والجودة من جهة أخرى.

ذلك أن النظام التربوي الحديث، على الأقل لدى بعض منظريه، قد أصبح في سياق سعيه للتلاؤم مع التحولات خاضعا بدوره لقيم التنافسية والاستحقاق، مع كل ما يحمله ذلك من استدعاء للجودة التي أصبحت تخضع هذا النظام لامتحان عسير وتجعل تكوين المدرسين في صلب هذا الامتحان.

وفي هذا الإطار، لم تبق المدرسة جزيرة مغلقة وحاجزة لتطورات المجتمع وتأثيراته. فتنوع الزبناء، وتعدد الثقافات، والفقر، والبطالة، والأزمات الأسرية لم تعد عوامل خارجية فقط، بل مشاكل داخلية للمدرسة التي لم يعد بإمكانها تجاهلها أو إلغاؤها بمجرد دخول الفصول.