مساوئ الجمع بين الضرتين عند العرب.. معاناة الشاعر جران العَودْ من زوجته الثانية الجميلة وما قاساه من الضرب حتى الإغماء ومن الشتائم تلقى عليه كلّ صباح



كان جران العَودْ تحته ضرتان، فلنستمع إلى ما لقيه منهما:
لقد كان لي عن ضرّتين عدمنني -- وعمّا ألاقي منهما متــزحزحُ
هي الغولُ والسّعلاُة حلقي منهمـا -- مُخدّشُ ما بين التراقـي مجرّحُ
إذا ما انتصينـا فانتزعتُ خمارها -- بدا كاهلٌ منها ورأس صمحمحُ
تداورنـي في البيت حتـى تكبّني -- وعيني من نحو الهـراوة  تلمح
وقـد علّمتني الوقـذَ ثـم  تجرني -- إلى المـاء مغشيـا عليّ أرنّحُ
خذا نصفَ مالي واتركا  لي نصفَهُ -- وبينـا بذمّ فالتعـزّب أروحُ
ألاقي الخنا والبَرْح من أمّ حـازمٍ -- وما  كنتُ ألقى من رزينةَ أبرحُ
تصبرّ عينيها وتعصبُ رأسهـا -- وتغدو غُدوّ الذئبِ والبومُ يضبحُ
تريْ رأسها في كلّ مبدي ومحضر -- شعاليل لم يمشط ولا هو يُسْرَحُ
وان سرحته كان مثـل عقـارب -- تشول بأذنابٍ قصار وترمـحُ
لها مثل  أظفار العُقـاب ومنسِـمٌ -- أزحُّ كظنبوب النعامة ترشح
ولمـا التقينـا غـدوةً طال بيننـا -- سبابُ وقذفٌ بالحجارة مطـرحُ
أُجلّي إليهـا من بعيـد وأتقــي -- حجارتهـا حقـّا ولا أتمـزّحُ
أتانا ابن رَوْقٍ يبتغي اللّهو عندنـا -- فكان ابنُ رَوْقٍ بين ثويَبْة يسلحُ
وانقذني منها ابن رَوْقٍ وصوتُها -- كصوتِ علاة القيْنِ صلب صميدحُ

فهو يصف في هذه القصيدة ما كان يلقاه في زواجه منْ متاعبَ، وبخاصة إذ تزوج امرأة ثانية، بعد أن أُغرم بجمالها، ودفع لأهلها مهراً كبيراً، وتبين له أنه قد خُدع في أمرها، بعد أن ظهرت على حقيقتها دون تبّرج.

ثم يشرح أحاسيسه مع زوجته، وما قاساه من الضّرب حتى الإغماء، ومن الشتائم تلقى عليه كلّ صباح، حتى انه فضّل أن يطلقهما، ولو أخذا نصف ماله، فالبقاءُ دون زواج أروحُ على النفس.


0 تعليقات:

إرسال تعليق