التميز الفردي في الشعر الجاهلي.. فخر طرفة بن العبد البكري بنفسه وإعلاء مكانتها ورفع شأنها



التميز الفردي في الشعر الجاهلي:

إذا كان الإنسان العربي قد رفع قبيلته إلى الذروة في البأس والشجاعة والسجايا الحميدة، وكاد صوته يتلاشى في صوت الجماعة، فإنه في كثير من الأحيان شمخ بنفسه، وتطاول بها حتى جعلها في منزلة تضاهي منزلة القبيلة، إذ لم يدع صفة من صفات البطولة والفتوة إلا ألصقها بها، ولا خصلة من خصال النبل إلا جعلها مزية من مزاياها.

تميز طرفة بن العبد:

ومن يتصفح الشعر الجاهلي يجده زاخرا بفخر الفرد بنفسه، وإعلاء مكانتها، ورفع شأنها.
ولنا في معلقة طرفة بن العبد البكري خير شاهد على ما نذهب إليه، إذ لا نجد فيها إلا نشيدا يتغنى بذات صاحبها.. وليس فيها إلا ضمير المتكلم، أو ما يعود إليه، مما يجعل أبيات المعلقة مفعمة بروح طرفة، ولا نجد صوتا سوى صوته، ولا رؤية غير رؤيته، فيقول:
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه
خشاش كـرأس الحيـة  المتوقد
فآليت لا ينفك كشحي بطانة
لعضب رقيق الشفرتين مهند
حسام إذا ما قمت منتصرا به
كفى العود منه البدء ليس بمعضد
أخي ثقة لا ينثني عن ضريبة
إذا قيل مهلا قال حاجزه قدي
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني
منيعـا إذا بلـت بقائمه يـدي