الروح الدينية عند شعراء الحقبة الأولى من الإسلام.. الاتهام في العقيدة عند أبي الطمحان القيني والحطيئة وعتبة بن مرداس والمغيرة بن الأسود وأبي محجن الثقفي



الروح الدينية عند شعراء الحقبة الأولى من الإسلام:

مَنْ يتتبع أخبار الشعراء في الحقبة الأولى من الإسلام، وهي أزهى الفترات الدينية على الإطلاق، يخرج بحكم، لا تختلف عليه الرّوايات، وهو أن الشعراء في مجموعهم كانوا هم الاستثناءَ أو الشّذوذَ في الوضع المثالي الذي بلغه هذا الجيل المعاصر للرسول -صلى الله عليه وسلم- عقيدة وسلوكاً.

شعراء متهمون في عقيدتهم:

وتُجمعُ الرّوايات على أن بعض هؤلاء الشعراء كان متّهماً في عقيدته نفسها، كأبي الطمّحان القينيّ الذي تصفه الرّوايات بأنه كان خبيث الدين في الجاهليّة والإسلام.

الحطيئة وعتبة بن مرداس:

والحطيئة الذي تصفه الرّوايات بأنه رقيق الإسلام لئيم الطبع وقد أنكر الزّكاة، وأنكر خلافه ابي بكر. وعتبة بن مرداس والمشهور بابن فَسْوَة يصفه ابن عباس بالكفر والعصيان، والرّوايات تصفه بأنه خبيث اللسان في جاهليته وإسلامه.

المغيرة بن الأسود الأسدي وأبو محجن الثقفي:

والمغيرة بن الأسود الأسدي تصفة الرّوايات بأنه كان ماجناً فاسقاً فاجراً مُدْمنَ خمر، وكان يسخر من معالم الإسلام كسخريته من الصلاة، حين قيل له: اتّقِ الله وَصَلِّ، فقال بعد أن ضيقوا عليه: إما أن اصلي ولا أتطهر، أو أتطهر ولا أصليّ، ثم صلىّ بغير وضوء.

ومنهم أيضاً أبو محجن الثقفي الذي اشتهر عنه وَلَعهُ الشديد بالخمر، وروي عنه قوله:
إذا متُّ فادفنّي إلى أصل كَرْمةٍ -- ترويّ عظامي بعد موتي عروقُها

وتذكر الرّوايات انه قد تعدى نَهمُهُ في الخمر إلى ادعاء أنها حلال، ملتمساً في ذلك بعض التأويل، مع أن مثل هذا يعدّ كفراً، لذا أفتى عليُّ بن ُ أبي طالب بقتله هو وجماعته التي ادّعت حلّها ، ثم تراجعوا، وقالوا بتحريمها، فأقام عليهم الحدّ.

فلما جُلد أبو محجن، قال شعراً يؤكد إصراره على الخمر، من مثل قوله:
وإنيّ لذو صبْر وقد ماتَ إخوتي -- ولستُ على الصهباءِ يوما بصابرِ