الفخر في الشعر الجاهلي.. توجيه الفكر القبلي والدفاع عن القبيلة والتغني بقوتها والفضائل الحربية. افتخار بشامة بن حزن النهشلي بشجاعة قومه بني نهشل في الحروب



ما هو الفخر؟

الفخر هو أحد أغراض الشعر الجاهلي، وهو يتمثل في مدح الشاعر نفسه أو قومه أو قبيلته. وقد كان الفخر من أهم الأغراض الشعرية في العصر الجاهلي، حيث كان العرب يفتخرون بأنفسهم وبقومهم وبقبائلهم، ويتباهون بقوتهم وشجاعتهم وكرمهم.

أنواع الفخر:

يمكن تقسيم الفخر في الشعر الجاهلي إلى عدة أنواع، منها:

- الفخر الشخصي:

وهو الفخر الذي يتغنى فيه الشاعر بنفسه، ويذكر صفاته وإنجازاته.

- الفخر القبلي:

وهو الفخر الذي يتغنى فيه الشاعر بقبيلته، ويذكر تاريخها وإنجازاتها.

- الفخر القومي:

وهو الفخر الذي يتغنى فيه الشاعر بقوميته، ويذكر تاريخها وإنجازاتها.

خصائص الفخر:

يتميز الفخر في الشعر الجاهلي بمجموعة من الخصائص، منها:

- المبالغة:

كان الشعراء الجاهليون يبالغون في مدح أنفسهم وقومهم وقبائلهم، وذلك للفت الأنظار إليهم وإظهار القوة والشجاعة.

- التنافس:

كان الشعراء الجاهليون يتنافسون فيما بينهم في الفخر، وذلك لإثبات تفوقهم على الآخرين.

- الاعتماد على المحسنات البديعية:

كان الشعراء الجاهليون يعتمدون على المحسنات البديعية، مثل السجع والطباق والتورية، لإضفاء جمال على شعرهم.

أمثلة على الفخر في الشعر الجاهلي:

من أشهر الأمثلة على الفخر في الشعر الجاهلي قصيدة "بانت سعاد" لعمرو بن كلثوم، والتي يتغنى فيها الشاعر بنفسه وبقبيلته. ومن الأمثلة الأخرى على الفخر قصيدة "ألا هبي بصحنك فاصبحينا" لذي الرمة، والتي يتغنى فيها الشاعر بحبيبته وجمالها.

أثر الفخر في الشعر الجاهلي:

كان للفخر أثر كبير في الشعر الجاهلي، حيث ساهم في تطوير الشعر وجعله أكثر إبداعًا وجمالًا. كما كان للفخر دور مهم في ترسيخ القيم الاجتماعية والأخلاقية عند العرب، حيث كان يحث على الكرم والشجاعة والدفاع عن القبيلة.

الفخر في الشعر الجاهلي:

لقد نهض الشاعر الجاهلي بمهمات جسام، وكان له دور بارز في توجيه الفكر القبلي، فدافع عن القبيلة، وتغنى بقوتها حتى ثمل، فتغنى بالفضائل الحربية، التي كانت - وما تزال - المثال الأعلى للبطولة، في عصر كان الاعتماد فيـه على قوة الساعد لاثبات الهوية القبلية.
فها هو بشامة بن حزن النهشلي يفتخر بشجاعة قومه بني نهشل في الحروب، فهم قوم يسرعون لتلبية نداء الحرب، إذا ما تعرضت القبيلة لأي اعتداء ويهرعون لتلبية الدعوة، ويبذلون دماءهم رخيصة في الدفاع عن قبيلتهم، فاستمع إلى هذا الحسّ القبلي:
إنا لنرخص يوم الرّوع أنفسنا
ولو نسام بها في الأمن
بيض مفارقنا تغلي مراجلنا
أغلينا نأسو بأموالنا آثار أيدينا
إني لمن معشـر أفني أوائلهم
قيل الكماة: ألا أين المحامونا
لو كان في الألف منا واحد
من فارس خالهم إياه يعنونا
فدعوا إذا الكماة تنحّوا أن يصيبهم
حد الظبات وصلناها بأيدينا
ولا تراهم وإن جلت مصيبتهم
مـع البكاة على من مات يبكونا