تطورات الهجرة اللبنانية إلى إفريقيا.. منح فرنسا للبنانيين تسهيلات للهجرة إلى إفريقيا الغربية وتمتيعهم بوضعية المحميين



على الرغم من التزايد التدريجى الذي عرفته الهجرة اللبنانية إلى إفريقيا منذ نهاية القرن التاسع عشر، فإن الأرقام بقيت متواضعة إلى نهاية الحرب العالمية الأولى.

ولكن الملاحظ على تلك الهجرة أنها لم تعد مقتصرة على الذكور البالغين فقط، بل شملت كذلك النساء والأطفال، الأمر الذى يعكس نوعا من اطمئنان المهاجرين إلى تلك المناطق التى هاجروا إليها.

وقد اتجهت تيارات الهجرة إلى ستة أقاليم خاضعة للسيطرة الفرنسية هى السنغال وغينيا والسودان الفرنسي (مالى الحالية) والداهومي (بنين الحالية) والنيجر وموريتانيا بالإضافة إلى مستعمرتى  جامبيا وسيراليون الإنجليزيتين ومستعمرة غينيا البرتغالية (غينيا الاستوائية حاليا).

بعد سنة 1918 تزايد ايقاع الهجرة اللبنانية نحو إفريقيا، بفعل مجموعة من العوامل في مقدمتها أن الطلب على المنتجات الاستوائية التى تزخر بها المنطقة تزايد نتيجة لتزايد طلب أوربا المدمرة.

كما أن العديد من الفرنسيين ذوي المصالح فى إفريقيا الغربية الذين ذهبوا إلى الجبهة لم يعودوا، الأمر الذى دفع فرنسا، التى كانت قد فرضت انتدابها على لبنان آنذاك، إلى منح تسهيلات متعددة لمن يود الهجرة إلى إفريقيا الغربية، وأصبح اللبنانيون يتمتعون بها بوضعية "المحميين".

هكذا وصل عدد اللبنانيين المقيمين بإفريقيا الغربية الفرنسية عام 1921م إلى عام 7719 نسمة، بينما وصل عددهم عام 1929م إلى 8093 نسمة، الأمر الذى يعكس الثقل النسبى للمهاجرين إلى المستعمرات الفرنسية والذى بات يمثل حقيقة أساسية لتيارات الهجرة اللبنانية إلى إفريقيا طوال تلك الحقبة وحتى اندلاع الحرب العالمية الثانية.


ليست هناك تعليقات