كيفية معالجة ضحايا العنف الأسري.. وعي الأمهات لمتطلبات المراحل العمرية للأبناء والتي تتغير باستمرار وبمدى أهمية توفير العاطفة قبل المادة للأولاد



إن مهمة الأخصائي النفسي بالدرجة الأولى العمل على تطوير الثقة بالنفس لدى الطفل وإبعاده عن جو العنف والشخص الذي مارس عليه العنف.
ومن أهم الخطوات الواجب اتخاذها هي اقناع الضحية بأن لا دخل له بالعنف الذي مورس عليه, لان الإنسان الضحية وخاصة منذ سن صغيرة يكون لديه هذه القناعة.
العاطفة قبل المادة‏:
إن الفرق بين المجتمعات العربية والغربية في هذا الجانب, انه في الغرب توجد مراكز بالإمكان اللجوء إليها, حيث تتم حماية ضحايا العنف الأسري.
أما في بلدنا فلا توجد مثل هذه المراكز. وفي بعض الأحيان قد يلجأ بعض ضحايا العنف من الأبناء إلى الشرطة, إلا أن الشرطة لا تأخذ بشكوى ابن على والده أو والدته, وبالتالي فإن مثل هذه الحالات نادرة جدا , خاصة أن مجتمعاتنا متداخلة ومترابطة, ومثل هذه المشكلات لا يمكن طرحها على بساط الحوار. وهذا لا يقتصر فقط على ممارسة العنف على الأبناء, بل أن الزوجات أيضا لا يتجرأن على تقديم شكوى على أزواجهن في حال تعرضهن للعنف بمختلف أنواعه.
ومن جانب آخر في حال لجوء الفتى أو الفتاة ممن تعرضوا للعنف الأسري إلى الشرطة فلا تستطيع حمايتهم لعدم توافر أماكن خاصة لذلك وإذا ما قدم شكوى فلابد من وجود أدلة وشهود ولا احد من الإخوة يجرؤ على الشهادة ضد أمه أو والده, فيرجع المتعرض للعنف الأسري مهزوما إلى منزله, ويفقد احترام وتعاطف الآخرين معه, إضافة إلى زيادة حدة العنف عليه.
إن المشكلة تكمن في عدم وعي الأمهات لمتطلبات المراحل العمرية للأبناء والتي تتغير باستمرار, وبمدى أهمية توفير العاطفة قبل المادة للأولاد.
وهذه الحالة تدفع الفتيات خاصة إلى البحث عن بديل يمدها بالعاطفة والحنان الذي تحتاجه, ما يؤدي إلى غيرة الأم, من هنا يبدأ الشرخ في العلاقة بين الأهل والأبناء وإذا لم يتداركوا الأمر سريعا, فالمسألة قد تصل إلى مرحلة انحراف الأولاد مما يعني أنهم وقعوا في مرحلة اليأس.