العلاقة الاعتباطية بين الدال والمدلول عند دوسوسير وإرنست كاسيرر.. الارتباط على أساس المواضعة والاتفاق بدليل تعدد العلامات اللسانية للشيء الواحد



العلاقة الاعتباطية بين الدال والمدلول عند دوسوسير وإرنست كاسيرر:

1. موقف دوسوسير (De Saussure):

يرى العالم اللغوي فرديناند دي سوسير أن العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة اعتباطية، أي أنها ليست طبيعية أو ضرورية، بل هي نتاج المواضعة والاتفاق بين أفراد المجتمع اللغوي.

أدلة دوسوسير:

يدعم سوسير وجهة نظره هذه بعدة أدلة، منها:

- تعدد العلامات اللسانية للشيء الواحد:

  • فمثلاً، تُشير كلمة "شجرة" إلى ذات المفهوم في اللغة العربية، بينما تُشير كلمة "tree" إلى نفس المفهوم في اللغة الإنجليزية، وهكذا.
  • يدل هذا التعدد على أن العلاقة بين الدال والمدلول ليست طبيعية، بل هي نتاج اتفاقٍ بين أفراد كل مجتمع لغوي.

- اختلاف العلامات اللسانية باختلاف اللغات:

  • فمثلاً، تُشير كلمة "كتاب" إلى مفهوم معين في اللغة العربية، بينما تُشير كلمة "book" إلى نفس المفهوم في اللغة الإنجليزية، وهكذا.
  • يدل هذا الاختلاف على أن العلاقة بين الدال والمدلول ليست عالمية، بل هي تختلف من لغة إلى أخرى.

2. رأي إرنست كاسيرر:

يتفق الفيلسوف إرنست كاسيرر مع سوسير في أن العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة اعتباطية.
يُضيف كاسيرر أن الكلمة لا تُشير في حد ذاتها إلى أي معنى أو مضمون إلا ما اصطلح عليه المجتمع من خلال المواضعة والاتفاق.
يُوضح كاسيرر وجهة نظره هذه من خلال التمييز بين اللغة والتفكير:
  • اللغة: هي نظام من العلامات الرمزية (الدلالات) التي تمّ الاتفاق عليها بين أفراد المجتمع اللغوي.
  • التفكير: هو عملية ذهنية معقدة لا تعتمد على الرموز اللغوية.
يرى كاسيرر أن اللغة هي أداة غير مباشرة للتعبير عن الأفكار، وأن المعنى الحقيقي للكلمة يكمن في السياق الذي تُستخدم فيه.


0 تعليقات:

إرسال تعليق