التحليل البياني والبديعي للمقامة الأزادية:
المقامة الأزادية (الأزاذية): نسبة إلى موضوع المقامة، وهو الحديث عن تمر الأزاذ.
قصد ببغداد مدينة بغداد، وقصد بالأزاذ نوعاً من التمر.
والتكلف واضح لأنه اختار الاسم الأقل شهرة لمدينة بغداد ليحقق السجع.
أما في العبارة الثانية، فكلمة أعتام فعل مضارع بمعنى أختار، وهي لفظة غريبة جاءت لتُظهر براعة "الهمذاني" اللغوية، وذلك على حساب المعنى.
أخذ أصنافَ الفواكه وصَنّفَها، وجمع أنواع الُّرطبِ وصَفّفها.
يتكلف "الهمذاني" في هاتين العبارتين، إذ جمع بين المزاوجة، والسجع والجناس.
جَمَعتُ حواشي الإزار على تلك الأوزار.
الإزار: الملحفة. والحواشي: الأطراف. والأوزار: الأحمال.
العبارة متكلفة وفيها جناس غير تام فظ بين الإزار والأوزار.
وَيْلي على كَفَّيْن من سَوِيق أو شحمةٍ تُضرَب بالدقيق أو قَصْعَةٍ تُملأ من خِرْديق يَفثأُ عنا سَطْواتِ الريق
استخدام هذه الألفاظ: سويق، دقيق، خرديق، الريق، يؤكد التصنع والتكلف والانحراف عن المعنى إلى إظهار المهارة اللغوية، ما يستدعي استخدام المعجم للوقوف على المعنى.
يَهدي إلينا قَدَمَ التوفيق
يُنقِذُ عَيْشي من يَدِ التََّرنيق
المعنى الذي أراده أن ذلك الفتى -الذي يتحدث عنه- أنقذ عيشه من الكدر.
"يد الترنيق" استعارة مكنية، والترنيق: التكدير وضعف الأمر.
وبين التوفيق والترنيق سجع جناس غير تام. وفي هذه العبارة صورة ملفقة لمعنى بسيط.
يا مَن عَناني بِجَميلِ بِرَّه
أفْضِ إلى اللهِ بِحُسنِ سِرِّه
هنا جناس غير تام بين برّه وسرّه جاء بسيطاً عفوياً سهلاً.