إن المعتقدات السحرية في المغرب تعكس بأمانة النظرة الدونية التي تحظى بها المرأة في المجتمع، فهي دوما الطريدة التي تلاحقها سهام هوى الرجال وليس العكس.
وإذا ما أرادت المرأة أن تثبت حب الزوج أو العشيق، فإن عليها- حسب المعتقد العامي- أن تحمل تميمة تتضمن شفة أنثى الضربان, فطالما حملتها معها فإن المطلوب سيظل مرتبطا بها!
(لاسترجاع الزوج أو العشيق المغرب ودنات على «فلان ولد فلانة»، بالوحش والغمة، من وحشي بكى، من وحشي شكى، من وحشي طرطق السلاسل وجا).
إن هذا السجع الذي يسمى في مصنفات السحر «دعوة الشمس»، هو طقس سحري تقوم به المرأة التي غاب عنها الزوج أو الحبيب بسبب الهجر، أو لدواعي السفر، وتفصيله كما يلي: في وقت المغيب، توقد المرأة النار في مجمر وترمي فيها بعض البخور وتقف مواجهة لمطلع الشمس تلوح بمنديل استعمله سابقا أثناء الجماع «الشرويطة» وهي تتلو دعوة الشمس.
وتبدو قوة هذا الطقس متجلية في القوة السحرية للكلمات المنظومة في شكل سجع يعتقد أنه سينقل للشمس التي تغيب أمنية المرأة في أن يكسر زوجها القيود المعنوية والحقيقية التي تمنعه من وصالها، كي يلبي نداء شوقه إليها!
والحقيقة أن الكثير من طقوس دعوة «الزوج» الغائب تتضمن سجعا يُتلى بشكل طقوسي، ويكـون الكـلام الدعوة موجها إما لقوى الطبيعة التي لها قدرة على التأثير المباشر أو غير المباشر على الحبيب الغائب، أو إلى قوى فوق طبيعية كالجان، أو إلى المواد المستعملة خلال الطقس السحري (البخور، مثلا).
ونقدم فيما يلي بعض النماذج:
- تأخذ المرأة البخور التي من ضمنها الشيح وترميها في مجمر ناره موقد وهي تردد:
(الشيخ يا الشيخ، الناس تقول ليك الشيخ، وأنا نقول للطالب المليح، اطلع للسما وصيح، جيب «فلان» عند فلانة بنت فلانة).
- تأخذ المرأة البخور التي من ضمنها الشيح وترميها في مجمر ناره موقد وهي تردد:
(الشيخ يا الشيخ، الناس تقول ليك الشيخ، وأنا نقول للطالب المليح، اطلع للسما وصيح، جيب «فلان» عند فلانة بنت فلانة).
وتضع بعد ذلك مزيدا من البخور في المجمر وعلى ضوء نار شمعة تنادي الجن:
(دخلت عليكم يا موالين المكان هاكوا التفاح باش تسكنوا أولادكم وزيدوا لي في النار باش يجي «فلان» عند «فلانة» بنت فلانة.
- تستعمل الزوجة لاسترجاع زوجها أيضا، البخور السبعة المعروفة في نار المجمر وهي تقول:
(صيفطت لك ميات جنية وجنية، ثلاثة يهود وثلاثة نصارى وثلاثة من حانوت الجزارة، يكتفوك بالحبال المثنية ويجيبوك لبين يدي.
تحرق المرأة البخور السبعة دائما، عند طلوع الشمس وتردد:
(سلامي عليك يا شمس، الناس يقولوا ليك الشمس، وأنا نقول ليك لا لا زيرارة، يا اللي قاسمة السما بحرارة، ما تقسمي الفكوسة والخيارة، حتى تقسمي قلب «فلان» ولد «فلانة»، ماشي بقولي، بقول الرسول سيدي محمد المذكور وبجاه مكونة بنت لمكون بنت لحمر سلطان الجنون كل ما قالوا لساني يسجي ويكون!).
تأخذ المرأة مجموعة من المواد وترميها تباعا وهي تردد:
(بخرت بالحرمل باش يجي كيتحرمل، بخرت بالزعتر باش يجي كيتعثر، بخرت بفليو باش يجي كفيو)
(العر عار يا لعر عار، يا اللي ما كيخلي عار، الناس يقولو العر عار، وأنا نقول بالهدهد اللي يحمي ما كتبو الطلبة، جيب ليا «فلان» ولد فلانة).
نكرر مرة أخرى تحذيرنا للقارئ من مغبة تطبيق أي من الوصفات المقدمة هنا.
التسميات
ممارسات سحرية