المحور الجغرافي للتاريخ.. مقافز غير قابلة للإحاطة من أجل السيطرة على القارة الأوراسية



المحور الجغرافي للتاريخ

إن فكر برززنسكي، يسجل في التقليد الجيوسياسي البريطاني، ويبرز التطور التاريخي ـ السياسي في العالم، نتيجة الخصومات بين "القوى القارية" و"القوى البحرية"، في المياه الدافئة (THALASSOCRA).

وقد قام أبو الجيوسياسية الكلاسيكية، الجغرافي الإنجليزي هالفورد جون ماكندر HALFORD JOHN MACKINDER (1861ـ 1947)، بنشر النظرية العامة في مجال التفرع الثنائي للنزاعات (بر/ بحر).

مقافز غير قابلة للإحاطة من أجل السيطرة على القارة الأوراسية:

فقد نشر في الجريدة الجغرافية عام (1904) محاضرة داوية، تحت عنوان: "المحور الجغرافي للتاريخ"، بَيَّن فيها وجود "محور أو قطب عالمي" أو منطقة "محور"، تقع في قلب أوراسيا، وتشتمل على روسيا الحالية، إجمالاً، والصرب، والقوقاز، وجزء من أوربا الشرقية، وهي مقافز غير قابلة للإحاطة من أجل السيطرة على القارة الأوراسية.

ويبين العالم الجيوسياسي البريطاني، نظريته حول المنطقة "المحور" التي يسميها قلب الأرض (HEARTLAND)(14)، أن هذا القلب يقع في الأوراسيا، وقد نشر ذلك، في كتابه عام (1919)، تحت عنوان أفكار ديموقراطية وواقعية ـ (DEMOCRATIC IDEAS AND REALITY).

الهلال الهامشي الداخلي:

أما ما سماه "الهلال الهامشي الداخلي"، فهو الهدف الغربي والجنوبي، والشرقي، من قلب الأرض، أو منطقة الاتصال، بين الأرض القارية والبحار: "شبه الجزيرة الإيبرية، إيطاليا، البلقان، اليونان، تركيا، الشرق الأوسط، الخليج العربي/ الفارسي، الباكستان، الهند، أندنوسيا، الجزر الصينية الجنوبية... إلخ.

ويقع على أطراف "الهلال الهامشي الداخلي" أرخبيلان أساسيان: هما بريطانيا العظمى واليابان.