(جاك لاكان) تحقق على يديه التقاء المنهج البنيوي بمنهج التحليل النفسي. وقد اتهم الفرويديين الجدد بأنهم غرباء على فرويد.
فطالب بالعودة من جديد إلى فرويد واضع التحليل النفسي، من أجل الكشف عن أهمية دراسة (اللاشعور) الفرويدي باعتباره (لغة) ذات (بنية) خاصة.
ذلك أن اللاشعور هو الذي يتكلم في كل مكان: في الأحلام وفي الأمراض النفسية وفي الجنون. وفهم هذه (البنية) هو المدخل الحقيقي إلى فهم الذات الإنسانية في شعورها ولاشعورها، وأن الإنسان يتكلم لأن الرمز قد خلق منه (إنساناً).
فالنظام الرمزي ينشئ الذات لكي يقتادها إلى شباكه.
وإن سر قوة الرمز تكمن في أن اللاشعور هو بنية تشبه بنية اللغة. فبالكلام يصير اللاشعور شعوراً، ويفهم عبر عملية (فك الشفرة) الخاصة ببنيته.
ومن أهم خصائص اللاشعور: الاستعارة، والكناية.
أما الاستعارة فهي أن تحل لفظاً محل آخر. وأما الكناية فتشير إلى جزء من الموضوع على أنه يمثل الكل.
وتقابل الاستعارة الكبت، بينما تقابل الكناية التحويل.
وإن الانطلاق من مثل هذا التحليل اللغوي هو وحده الذي يظهرنا على منطق اللاشعور.
ولكن الرمزية اللغوية للاشعور لا تمثل ظاهرة لغوية بالمعنى الدقيق للكلمة، وإنما هي ظاهرة عامة مشتركة بين العديد من الثقافات: فعمليتا التحويل والتكثيف تعملان على مستوى الصورة الحسية لا على مستوى النطق الصوتي أو التعبير الدلالي.
ورمزية اللاشعور ليست رمزية لغوية بل هي رمزية كلامية.
التسميات
نماذج بنيوية