إيقاع الزمن في أعماق البطل:
وفيه يسترجع أزمات الماضي وآلامه وكآبة الحاضر وهلوساته، وظلمة المستقبل وخوائه.
والماضي المخزون في أعماق البطل وذكرياته، ماض كئيب، مليءٌ بالجراح والذكريات المخزنة يقول (شيء فينا انبنى على الألم منذ زمن بعيد).
ففي ذاكرته قصة صديقته مريم ونهايتها الفاجعة، ثم قصة أنا طوليا عايشها البطل وانتهت بمأساة أيضاً.
وأصداء ألم الأحداث يوم أكتوبر 1988.
وكلّها تجسد تناقضات الواقع الإنساني وغرابته وجنونه ولا منطقيته.
وكلّها تجسد تناقضات الواقع الإنساني وغرابته وجنونه ولا منطقيته.
يشكل صدى الماضي والحاضر في رأس البطل وأعماقه توتراً وطنياً، ودوياً دائماً في خاطره، ولا ينقطع هذا الطنين طيلة الوقت.
إنه يرافقه، ويخزه، ويدفع به إلى حالة الاغتراب والوحدة التي تلازمه في تنقلاته من البيت إلى الشارع.
إنه يرافقه، ويخزه، ويدفع به إلى حالة الاغتراب والوحدة التي تلازمه في تنقلاته من البيت إلى الشارع.
من سجنه النفسي إلى سجنه الخارجي. وتتراءى أمام عينيه في لحظات تأمله أو صمته أو أحلامه. ويتصل ماضي البطل الكئيب بحاضره الخاوي المذهل.
وانطلاقاً من الزمن الماضي مروراً بالزمن الحاضر يرسم صورة قائمة له، صورة مظلمة تبعث على الغثيان واليأس (البلاد تموت كل يوم أكثر. وقد لا يجيء هذا الربيع أبداً).
وتتشكل هنا صورة الأزمنة الثلاثة في ذاكرة البطل لتشكّل حالة الاغتراب المتكررة التي تصاحب هذه الأزمنة وتصبح عاملاً مشتركاً دائم الحضور في ماضي البطل وحاضره ومستقبله.
ولذا ينتظم إيقاع الزمن في عالم البطل الداخلي ويتكرر على وتيرة واحدة تبعث دائماً على الخواء والذهول والإحباط.
فالزمن بحالاته الثلاث يتواصل بخيط نفسي واحد في ذاكرة البطل، لتتشابك عليه أحداث مؤلمة وتنسج عليه قصة واقعه الكئيب.
التسميات
باك ج