ما هو أسلوب الأمر؟ وما هي معاني أدواته؟.. طلب حصول الفعل من المخاطب على سبيل الاستعلاء



تعريف الأمر:

الأمر هو طلبُ حصولِ الفعل من المخاطَبِ على سبيلِ الاستعلاءِ.

صيغ الأمر:

ويكون الأمر بعده صيغ هي:

1- فعلِ الأمرِ:

نحو قوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ) [الإسراء/78]

2- المضارعِ المجزومِ بلام الأمر:

نحو قوله تعالى (وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ) [البقرة/282]، ومثله الجملةُ نحو قولنا لمنْ ترك ركناً أو شرطاً من شروط صحةِ الصلاةِ: (يعيدُ الصلاةَ).

3- اسمِ فعلِ الأمر:

نحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة/105].

4- المصدرِ النائبِ عن فعلِ الأمرِ:

نحو قوله تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ..} (4) سورة محمد، ونحو قولنا: (ذهاباً إلى بيتِ اللهِ).

المعاني التي تخرج إليها صيغ الأمر:

وقد تخرجُ صيغةُ الأمرِ  عن معناها الأصليِّ ـ المتقدمِ ـ فيرادُ منها أحدُ المعاني الآتيةِ بالقرينةِ، لكنَّ الظاهر أنها مستعملةٌ في معناها الحقيقيِّ، وإنما تختلفُ الدواعي:

- الدُّعاءُ:

نحو قوله تعالى: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ) [النمل/19].

- الالتماسُ:

نحو: (اذهبْ إلى الدار) تقوله لمنْ يساويكَ.

- الإرشادُ:

نحو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) [البقرة/282]، ونحو قوله صلى الله عليه وسلم- «إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا». قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ «الْمَسَاجِدُ». قُلْتُ وَمَا الرَّتْعُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ «سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ» (أخرجه الترمذي).

- التهديدُ:

نحو قوله تعالى: (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [فصلت/40، 41].

- التعجيزُ:

نحو قوله تعالى: (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) [البقرة/23].

- الإباحةُ:

نحو قوله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [البقرة/187].

- التسويةُ:

نحو قوله تعالى: (فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا) [الطور/16].

- الإكرامُ:

نحو قوله تعالى: (ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ) [الحجر/46]، وقوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} (34) سورة ق.

- الامتنانُ:

نحو قوله تعالى: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا) [النحل/114]

- الإهانةُ والتحقيرُ:

نحو قوله تعالى: (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا) [الإسراء/50]، أو نحو قول  جرير  يهجو الشاعرَ النميريَّ :
فَغضَ الطَّرْفَ إِنَّكَ مِنْ نُمَيْرٍ
فَلا كَعْباً بَلَغْتَ وَلا كِلابَا

- الدوامُ:

نحو قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) [الفاتحة/6].

- التمنِّي:

كقول امرئ القيس:
ألا أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيلُ ألا انْجَلِي
بِصُبْحِ وَمَا الإصباحُ مِنْكَ بِأَمْثَلِ

- الاعتبارُ:

نحو قوله تعالى: (انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ) [الأنعام/99]، ونحو قول رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: «إِذَا مَرَرْتُمْ عَلَى أَرْضٍ قَدْ أُهْلِكَ أَهْلُهَا فَاعْدُوا السَّيْرَ».( أخرجه الطبراني).

- الإذنُ:

نحو قولك: (ادخلْ) لمن طرقَ الباب. ونحو قوله تعالى لأهل الجنة: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ} (46) سورة الحجر. وقوله تعالى: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} (34) سورة ق.

- التكوينُ:
نحو قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (82) سورة يــس – التكوينُ: الخلقُ.

- التخييرُ:

نحو قوله تعالى: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً) [النساء/3]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (33) سورة المائدة.

- التأديبُ:

نحو قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي  سلمة: «يَا غُلاَمُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ »(أخرجه الشيخان).

- التعجّبُ:

نحو قوله تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا) [الإسراء/48].


ليست هناك تعليقات