صراع الشاه إسماعيل الصفوي مع الأوزبك.. الهجوم على منطقة كرمان بعد رفض الشاه إسماعيل ترك مذهب الشيعة والهزيمة بعد الانسحاب من مشهد والاحتماء بقلاع وأبراج مدينة مرو



بحلول عام 916هـ لم تبقَ منطقة خارج سيطرته سوى خراسان ومرو، حيث كانت هذه المنطقة تحت سيطرة احفاد تيمور ولكن مع ازدياد قوة ورقعة المناطق التي دخلت تحت سيطرة الشاه اسماعيل فان الاوزبك قاموا بالسيطرة على خراسان لينهوا بذلك حكم احفاد تيمورلنك تماما من منطقة ماوراء النهر وحلول الاوزبك كحكام جدد على هذه المنطقة.
مؤسس سلسلة الاوزبك هو محمد شاهي بيك او مايسمى بـ شيبك خان والذي أتم السيطرة على خراسان سنة 913هـ (1507م).
كتب شيبك خان برسالة شديدة اللهجة الى الشاه اسماعيل يحثه بترك مذهب الشيعة الا ان الشاه اسماعيل لم يعر اهتماما برسالته فهاجم الاوزبك اثر ذلك منطقة كرمان.
وفي سنة 916 هـ ساق الشاه اسماعيل جيشا جرارا نحو خراسان وما ان سمع الاوزبك خبر قوة الجيش الصفوي اكتفوا بابداء مقاومة بسيطة ومن ثم انسحبوا تاركين وراءهم مدينة مشهد متوجهين نحو مدينة مرو، وقد كانوا يأملون ان تحميهم قلاع وابراج المدينة ويستطيعوا بذلك رد هجمة الشاه اسماعيل العنيدة.
في شعبان 916 هـ وقعت حربا ضروسا مابين الاوزبك وقوات القزلباشية اجتاحت على اثرها القوات المهاجمة الصفوية ابراج قلعة المدينة فاحتلتها وتم قتل 10 الاف اوزبك مع قائدهم شيبك خان وشكلت السيطرة على مدينة مرو نصرا باهرا للدولة الصفوية ونقطة عطف لاحداث ذلك العصر.
وقد كانت الدولة التيمورية الهندية تضمر العداء للاوزبك وباندحار الاوزبك فقد تنفست الصعداء وخصوصا وهم يرون الاندحار المريع لعدوهم اللدود والذي كان يهاجم بين اونة واخرى المناطق الواقعة تحت سيطرة الدولة الهندية.
ومعلوم ان ظهير الدين بابر كان قد شكل في الهند الدولة التيمورية وبانكسار الجيش الأوزبكي اقيمت علاقات صداقة ما بين ايران والهند.
وقد اتفق بابر شاه والشاه اسماعيل بالقيام باكتساح منطقة ماوراء النهر وانهاء حكم الاوزبك الى الابد . فتحركت جموع القزلباشية الكبيرة تحت امرة اميريار احمد اصفهاني نحو ماوراء النهر حيث التقوا بالقوات المرسلة من قبل بابرشاه ولكن القوات الهندية والايرانية وبعد مرورهم من نهر جيجون وجدوا انفسهم امام جيش كبير ومجهز من الاوزبك وبعد احتدام القتال استطاع الجيش الاوزبكي ان يلحق الهزيمة بالقوات المؤتلفة ويجبرهم على الفرار من ارض المعركة . فاستغل الاوزبك هذا الشرخ والهزيمة التي مني بها الجيشان فهجموا كالسيل العرم على ولايتي خراسان وهرات حيث اضطر اثر ذلك الشاه اسماعيل ان يخرج بنفسه الى خراسان وعلى رأس جيش كبير مشكل من القزلباشية والمتطوعين لصد المهاجمين وما ان سمع الاوزبك بتحرك الشاه اسماعيل على رأس جيش كبير حتى اضطروا  الى الانسحاب الى ما وراء النهر وبذلك تم للإيرانيين استعادة ما فقدوه خلال هذه المدة.