الأسلوبية عند ريفاتير.. الاستناد على مفهوم الانزياح والسياق وحده هو الكفيل بتحديد الوحدات اللغوية التي تقوم بدور وظيفي وإبلاغي



إن أهم ما يميز أسلوبية ريفاتير، هو استنادها على مفهوم الانزياح.

غير أن نظرية المؤلف في تحديد إجراءات الأسلوبية في النص، لا تخلو من تصرف في المفهوم.

فقد حاول تجاوز أهم الانتقادات التي وجهت لهذه النظرية، وأهمها صعوبة تحديد القاعدة أو المعيار الخارجي الذي يتم الانزياح عنه.

لذلك اقترح ريفاتير تعويض "القاعدة الخارجية" بـ"قاعدة داخلية" تكون مرتبطة ببنية النص الفني.

فكل إجراء أسلوبي يتم تحديده من خلال علاقته السياقية بإجراءات أسلوبية عادية داخل بنية النص الفني نفسه.

فالسياق وحده هو الكفيل بتحديد الوحدات اللغوية التي تقوم بدور وظيفي وإبلاغي في نظام من العلاقات من جهة والوحدات التي تنهض بدور الإجراء الأسلوبي في النظام نفسه من جهة ثانية.

ومع ذلك فإن أي إجراء أسلوبي لا يحتفظ دائما بمركز "الأمامية" أو "الخلفية" بل يخضع بمختلف التأثيرات التي يمارسها السياق. وبطبيعة الحال فإن هذا السياق يختلف من نص إلى آخر، فليس هناك سياق واحد، بل سياقات متعددة.

وهذا ما يفسر كيف أن كل تجاوز للقاعدة لا يشكل إجراء أسلوبيا، وأن كل تأثير أسلوبي ليس بالضرورة انزياحا عن المعيار، فالصورة الأسلوبية يمكن أن يحقق انزياحا في موضع، وكلاما عاديا في موضع آخر.

وفي ضوء هذا التصور يرى ريفاتير أن الأسلوب لا يتشكل من الصور والمجازات والتقنيات البلاغية فحسب بل إن البنية الأسلوبية في نص معين تكمن في سلسلة من العناصر المتوقعة التي تدخل في علاقة تعارض مع العناصر غير المتوقعة، فكل أسلوب يشتمل على سياق ونقيضه.


المواضيع الأكثر قراءة