الآثار التربوية لفريضة الزكاة على الفرد والمجتمع.. منهاج تربوي وعلاج عملي أصيل لضعف النفس وتطهيرها من داء الشح والأثرة وعبادة المال



الزكاة هي "منهاج تربوي وعلاج عملي أصيل لضعف النفس،وتطهيرها من داء الشح والأثرة وعبادة المال".[1]

"وترشد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة، العملية التربوية، من خلال برامجها ومناهجها وتوجيهاتها إلى الحرص على تكوين الفرد كعضو صالح في جماعة صالحة، تربطه بها مصالح ومنافع وغايات مشتركة، فيعمل على خيرها والرفع من مستواها والمشاركة بفائض ماله في إعانة الفقراء والمساكين والمحتاجين.

والمساهمة بثروته في تنمية ثروة الجماعة ومالها،واستثماره وترشيده فيها يعود بالخير على الجماعة كلها، ويحول دون تكدس الأموال وتخزينها، لأنَّ في ذلك تعطيلاً لوظيفتها التي خصها الله تعالى بها، للرفع من مستوى الحياة البشرية وتطويرها وإشاعة السعادة بين الجميع، والتخفيف من آلام الفقراء والمعوزين وإزالة شقائهم وسد حاجاتهم.

ومن شأن الزكاة كتشريع رباني حكيم إذا رُسِّخت في نفس الناشئ منذ طفولته من خلال عملية التربية والتنشئة الاجتماعية، أن تؤدي إلى خلق مجتمع عادل رحيم تسوده المحبة بدل الحقد، والتعاطف بدل التقاطع والتعاون بدل الاستغلال والتكافل بدل الصراع والسعادة بدل الشقاء، وتقوى فيه روح الانتماء الاجتماعي بين أفراده جميعاً، فيتعاونون على البر والتقوى والإحسان، فينقص البخل والشح والأنانية في نفوس الأثرياء، وتختفي الكراهية والحقد والحسد من نفوس الفقراء، ويعيش الجميع في وئام ومحبة وسلام".[2]

[1] - سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص291
[2] - الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة، ص134