البنيوية الفرنسية.. توسيع لمجال اللسانيات البنيوية وإحداث تبديل جذري في منظور معظم العلوم الاجتماعية

تمثّل البنيوية الفرنسية تحقيقاً لحلم (سوسير) بإيجاد علم للعلامات (السيميولوجيا). فعلى الرغم من أنه رأى في اللغة أكثر منظومات التعبير تعقيداً وتمييزاً، إلا أنها كانت في نظره مشابهة ـ في بنيتها وتنظيمها ـ لأي شكل من أشكال السلوك الاجتماعي.

وكان على اللغة، بسبب مكانتها النموذجية، أن تصبح مثالاً رئيسياً يُحتذى لفروع السيميولوجيا.

وقد ترتَّب على هذا التوسيع لمجال اللسانيات البنيوية إحداث تبديل جذري في منظور معظم العلوم الاجتماعية.

وجاءت أبكر الاستجابات لهذا التعبير من (ليفي شتراوس) مؤسس الأنثربولوجيا البنيوية، فقد رأى في تحليلاته لعلاقة القرابة، أو الطهي أنها منظومات ذات بنية مشابهة لبنية اللغة.

إن الافتراض القائل بأن (الثقافة لغة) قد أثّر في كل فرع يمسّ المسائل الثقافية.
فالثقافة تتكوّن من علامات مبنية ومنظّمة على غرار بناء وتنظيم اللغة ذاتها.

ويقدّم كتاب رولان بارت (منظومة الموضة) نموذجاً لهذا المبدأ اللغوي من خلال محاولته قراءة قواعد الأزياء.

وأفضل تعريف للبنيوية نجده لديه في قوله: "إن البنيوية طريقة لتحليل الفنون الثقافية، وذلك بمقدار ما تتولد هذه الطريقة من مناهج اللسانيات المعاصرة".
أحدث أقدم

نموذج الاتصال