التفريق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر.. حب ابراهيم الخليل لسارة وحب محمد (ص) للسيدة عائشة وخديجة وحب مغيث وبريرة

إن المتأمل لأحوال المحبين يجد نماذج عديدة منها ما اشتهر تاريخياً قبيل الإسلام نجد عشاق العرب كانو يحبون الحب العذري وهو الحب العفيف الطاهر هؤلاء مثل قيس وليلى كيف أحبها هي بنت عمه يراها وهي خارجة ورائحة ترد الماء، وعاش في الصبا يراها فتعلق قلبه بها، كذلك عنترة وعبلة أو كُثيِّر وعزة أو جميل وبثينة،على رأسهم الأنبياء عليهم السلام مثل:

1- نبي الله ابراهيم عليه السلام الذي كان يحب سارة زوجته سارة حباً شديداً لمدة ثمانين عاماُ، ومع حاجته الشديدة إلى الإنجاب لم يتزوج من إلا بعدما طلبت منه السيدة سارة أن يتزوج من هاجر وألحَّت عليه.

2- نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الذي لم يستَحِ من إعلان حبه لعائشة حين عاد "عمرو بن العاص" منتصراً من غزوة "ذات السلاسل"، وسأله: "مَن أحب الناس إليك؟ "-ظناً منه أنه سيكون هو- فقال له صلى الله عليه وسلم أمام الناس:" عائشة"!!!!!، فقال عمرو: "إنما أسألك عن الرجال"، فقال صلى الله عليه وسلم مؤكداً إعتزازه بعائشة: أبوها".

وهذا إضافة إلى حبه الشديد للسيدة خديجة رضي الله عنها ، وكان يقول لعائشة رضي الله عنها عندما تبدي غيرتها منه: "إني قد رُزِقتُ حبَّها"!!!! (رواه البخاري).

3- قصة مغيث وبريرة كانا زوجين... لكن ما لبثت الخلافات بينهما أن اشتعلت، حتى انتهى الأمر بالطلاق.. ولكن مغيثًا ندم على ذلك بشدة؛ لأنه لم يستطع أن ينزع حبها من قلبه، وفشل في أن يخفيه، وظل كبده يتحرق شوقًا إلى حبيبته، فكان يجوب الطرقات وراءها... ودموعه تسيل على خديه.. ومن فرط صدق هذا الحب وجماله رق إليه قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب إلى بريرة و قال لها: "لو راجعتيه؛ فإنه أبو ولدك". فقالت له: أتأمرني..يا رسول الله؟ فقال لها: "إنما أنا شافع"... قالت: فلا حاجة لي فيه..

من هنا فلا بد من "التفريق بين الحب كممارسة وسلوك وبين الحب كمشاعر، فالحلال منه إذا كان مجرد مشاعر أما إذا تحول الحب إلي سلوك كلمسة وقبلة ولمة ففي هذه الحالة يكون حكمه حراما وينتج عنه سلبيات كثيرة لأنه من الصعب على المحب ضبط حبه".

وقد كانت امرأة العزيز ونسوة المدينة المثل الذي ضربه الله تعالى نموذجا للحب الذي يتعدى المشاعر إلى السلوك العملي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال