صراع الأجنحة في السلطة بعد استقلال الجزائر.. إعدام العقيد شعباني واغتيال محمّد خيضر وفرار حسين أيت أحمد والحكم بالإعدام على محمد بوضياف



صراع الأجنحة في السلطة بعد استقلال الجزائر:

مثلما دخل أحمد بن بلة في صراع مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
فقد دخل في صراع أخر مع رفاق دربه بالأمس، حيث شعر العديد من مفجرّي الثورة الجزائرية أن البساط قد سحب من تحتهم، وأنهم باتوا بدون أدوار في مرحلة الاستقلال وبدأت الفتنة تطل برأسها بين الأخوة الأعداء، وتمّ تدشين أولى الاغتيالات السياسية في الجزائر والتي تواصلت في عهد هواري بومدين ورافقت كل العهود الجزائرية.

اغتيالات ونفي:

وقد بلغت هذه الاغتيالات الذروة في عهد محمد بوضياف وعلي كافي واليامين زروال.
وفي عهد أحمد بن بلة أعدم العقيد شعباني، كما اغتيل في إسبانيا محمّد خيضر أحد قادة الثورة الجزائرية، أما حسين أيت أحمد الذي كان مغضوبا عليه، فقد فرّ إلى باريس وأسسّ جبهة القوى الاشتراكية.

محمد بوضياف من السجن إلى المنفى ثم الرئاسة والاغتيال:

وتمّ اعتقال محمد بوضياف وحكم عليه بالإعدام وبعد تدخل العديد من الوسطاء خرج من السجن وغادر الجزائر متوجهاً إلى فرنسا ومنها إلى مدينة القنيطرة في المغرب، حيث قضّى فيها قرابة ثلاثين سنة قبل أن تستغيث به المؤسسة العسكرية في الجزائر ليكون رئيساً خلفاً للشاذلي بن جديد الذي قدمّ استقالته غداة الانتخابات الاشتراعية التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ في أواخر عام 1991.