الدولة في غنى عن الأخلاق.. القوة المحركة للتاريخ هي المصلحة المادية والسلطة والدولة التي تقوم على الأخلاق والدين تنهار بسرعة



الدولة في غنى عن الأخلاق:

إن الأنظمة الفردية التي سادت قديما لم تعر أدنى اهتمام بالجانب الأخلاقي في الحكم، بل اهتمت كثيرا بالقوة.
ولعل ذلك يظهر بوضوح في نظرية العقد الاجتماعي عند "هوبز"، ونظرية القوة والغلبة عند "ابن خلدون" في وصفه لكيفية قيام الدول وسقوطها.

المصلحة المادية والسلطة:

إلا أن ما ذهب إليه المفكر الإيطالي "ماكيافللي" (1469-1527) يبعد الأخلاق عن الدولة كونه يعتبر أن القوة المحركة للتاريخ هي المصلحة المادية والسلطة ويرى في مؤلفه الرئيس "الأمير" إن الدولة التي تقوم على الأخلاق والدين تنهار بسرعة.

الأخلاق والدين يفسدان السلطة:

فالمهم بالنسبة للحاكم هو تحقيق الغاية المنشودة وهي قوة الدولة وسيطرتها بآية وسيلة كانت "الغاية تبرر الوسيلة" حيث كان يعتبر من المسموح به استخدام كل الوسائل في الصراع السياسي مبررا بذلك القسوة و الوحشية في صراع الحكام على السلطة.
كما يرى أن فساد الدولة وتدهور العمل السياسي يعود إلى تدخل الأخلاق والدين، لذلك يفصل بين السياسة والأخلاق.

الأخلاق والفشل:

لكن التاريخ يشهد أن مجمل الأنظمة التي قامت على القوة واللاأخلاق و تخلت عن الأخلاق وتحقيق القيم في الحكم كانت نهايتها الفشل.


ليست هناك تعليقات