يذهب أصحاب الاتجاه إلى التمييز بين اللغة والفكر, ويفصلون بينهما فصلا واضحا, ويعتبرون أن الفكر سابق اللغة وأوسع منها, لأن الإنسان يفكر بعقله أولا ثم يعبر بلسانه ثانيا, لذلك قد تتزاحم الأفكار في ذهن الإنسان ولكنه يعجز عن التعبير عنها مما يجعل اللغة عائقا للفكر ولعل هذا ما يدفع بالإنسان إلى الاستعانة بالإشارات لتوضيح أفكاره أو اللجوء إلى وسائل بديلة للتعبير اللغوي كالرسم والموسيقى وغيرهما. وهذا ما أكده "برغسون" حين قال: "اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر". بمعنى أن تطور المعاني أسرع من تطور الألفاظ, فالمعاني بسيطة متصلة بينما الألفاظ مركبة منفصلة, ويقول "فاليري" (أحد الشعراء الفرنسيين): "أجمل الأفكار هي تلك التي لا نستطيع التعبير عنها". بمعنى أن اللغة عاجزة عن إبراز المعاني المتولدة عن الفكر إبرازا كاملا. فلا يمكنها أن تجسد كل ما يختلج في نفس الإنسان.
وهكذا فالنتيجة التي ينتهي إليها أصحاب الاتجاه الثنائي أن الفكر واللغة منفصلات عن بعضها فالقدرة على التفكير لا تعني بالضرورة القدرة على التعبير مما يؤدي إلى عدم التناسب بين القدرة على الفهم والقدرة على التبليغ.
لكن الإنسان يشعر بأنه يفكر ويتكلم في آن واحد , والواقع يبين أن التفكير لا يتم بدون لغة. فالفكر بدون لغة مجرد شعور.