النسيان حالة عادية.. لا يلتفت الإنسان إلى الماضي إلا لحاجة في التكيف واختفاء بعض الذكريات يكون نتيجة تركنا لها نظرا لعدم احتياجاتنا إليها



إن الذاكرة لا تعني حفظ كل آثار الماضي ثم استعادتها جميعا، بل ينتقي الإنسان ما هو ضروري وموافق لاهتماماته.
ومن هنا يكون أمرا عاديا وطبيعيا أن ينسى إنسان بعض آثار الماضي.

ومن بين الفلاسفة الذين يرون أن النسيان حالة عادية "برغسون" الذي اعتبر النسيان حالة طبيعية يعيشها الفرد إذ لا يتذكر من الماضي إلا ما كانت له علاقة بالواقع الذي يعيش فيه.
إذ لا يلتفت الإنسان إلى الماضي إلا لحاجة في التكيف.

إذ حاول برغسون إثبات أن الحوادث السابقة لا تمحى, وأن الذكريات المنسية لا تتلف أبدا.
ولهذا انتقد برغسون ريبو بشدة في الذاكرة المرضية.

كما أن بعض علماء النفس الحديث يرجعون ظاهرة النسيان إلى بعض العوامل كعامل الترك والضمور فاختفاء بعض الذكريات يكون نتيجة تركنا لها نظرا لعدم احتياجاتنا إليها.

فالإنسان يتذكر ما يلائمه وينفعه ويفيده, فالتذكر اختيار، وبناء على ما سبق يكون النسيان ظاهرة عادية تعيشها الذاكرة لا حالة سلبية.
لكن لا يمكن اعتبار كل نسيان حالة عادية.

فقد ينسى الإنسان بعض الحوادث التي هو في أمس الحاجة إليها ولا يمكن اعتبار ذلك إلا حالة سلبية تعيق الإنسان في نشاطه.


المواضيع الأكثر قراءة