ما هي أفعال الظن؟.. ما تفيد رُجحان وقوع الشىء. ظن. خال. حسب. جعل. حجا. عد. زعم. هب



تعريف أفعال الظن:

أفعال الظن (وهي ما تفيد رُجحان وقوع الشيء) نوعان:
نوعُ يكونُ الظنّ واليقين، والغالبُ كونُهُ الظنّ، ونوع يكونُ الظنَ فحَسْبُ.

أنواع أفعال الظن:

فالنوعُ الأول ثلاثةُ أفعالٍ:


- الأول: "ظنّ" - وهو لرُجحان وقوعِ الشىء.

كقول الشاعر:
ظَنَنْتُكَ، إن شَبَّتْ لظى الحربِ، صالِياً + فَعَرَّدْتَ فيمن كانَ فيها مُعرَّدا
وقد تكون لليقين، كقوله تعالى: "وظنُّوا أنهم مُلاقو ربهم" وقولِه: وظنُّوا أن لا ملجأ من الله إلا إِليهِ"، أي: علموا واعتقدوا.
فإن كانت بمعنى، "اتهم" فهي متعدية إلى واحد، مثل: "ظن القاضي فلانا"، أي: اتهمه والظنين والمظنون: المتهم.
ومنه قوله تعالى: "وما هو على الغيب بظنين" أي: متهم.

- والثاني: خالَ - وهي بمعنى "ظنّ" التي للرجحان.

كقول الشاعر:
إخالُكَ، إِن لم تُغْمِضِ الطَّرْفَ، ذا هَويً + يَسومُكَ مالا يُسْتطاعُ منَ الوجْد
وقد تكون لليقين والاعتقاد، كقول الآخر:
دعاني العواني عَمَّهنَّ. وخِلْتُني + لِيَ اسمٌ، فَلا أُدْعَى به وَهُوَ أَولُ
أي: دعونني عمَّهنَّ، وقد علمت ان لي اسما، افلا ادعي به وهو اول اسم لي.
وياء المتكلم مفعول خال الاول، وجملة "اسم" في موضع نصب على انها مفعوله الثاني.

- والثالث: "حَسِبَ" - وهي للرُّجحان، بمعنى "ظنّ".

كقوله تعالى: {يَحسَبهمُ الجاهلُ أغنياء من التعفّف}.
وقولهِ {وَتحسبُهم أيقاظاً وهم رُقودٌ}. وقد تكون لليقين.
كقول الشاعر:
حَسِبْت التُّقَى والجودَ خيرَ تِجارةٍ + رباحاً، إِذا ما الْمَرْءُ أَصبح ثاقِلا

- والنوعُ الثاني (وهو ما يُفيدُ الظَّنَّ فَحَسْبُ) خمسةُ أفعال:

+ الأول: "جعلَ - بمعنى "ظنّ":

كقوله تعالى: {وَجعلوا الملائكة - الذين هم عبادُ الرَّحمن - إناثاً}.
فإن كانت بمعنى "أوجد" أو بمعنى "أوجب"، تعدت الى واحد، كقوله تعالى: {وجعل الظلمات والنور} أي: خلق وأوجد، وتقول: (اجعل لنشر العلم نصيباً من مالك)، أي: اوجب. وان كانت بمعنى (صير) فهي من افعال التحويل. و (سيأتي الكلام عليها).
وإن كانت بمعنى (أنشأ) فهي من الافعال الناقصة التي تفيد الشروع في العمل، مثل: (جعلتِ الامةُ تمشي في طريق المجد)، أي: (أخذت وأنشأت).

+ والثاني: "حَجا" بمعنى "ظنَّ":

كقول الشاعر:
*قد كُنتُ أحجُو أبا عَمْرٍ أَخا ثِقَةٍ * حَتَّى أَلمَّتْ بِنا يوماً مُلِماتُ*
(فإن كانت بمعنى (غلبة في المحاجة)، أو بمعنى (رد ومنع) أو بمعنى (كتم وحفظ) أو بمعنى (ساق) فهي متعدية الى واحد، تقول: (حاجيته فحجوته)، أي: فاطنته فغلبته، و (حجوت فلاناً) أي منعته ورددته، و (حجوت السر)، أي كتمته وحفظته، و (حجت الريح سفينة)، أي ساقتها.
وإن كانت بمعنى (وقف أو أقام)، مثل: (حجا بالمكان، او بمعنى (بخل) مثل: (حجا بالشيء) أي: ضن به، (فهي لازمة).

+ والثالثُ: "عَدَّ" - "ظنَّ":

كقول الشاعر:
فَلا تَعْدُدِ الْمَوْلى شَريكَكَ في الغنى + وَلكنَّما الْمَوْلى شَريكُكَ في العُدْم
فإن كانت (بمعنى "أحصى" تعدَّتْ إلى واحد مثل: "عددت الدراهم"، أي: (حسبتها واحصيتها).

+ والرابع: "زعَمَ" - بمعنى "ظنّ ظناً راجحاً":

كقول الشاعر:
زَعَمَتْني شَيْخاً، ولست بِشَيْخٍ + إنَّما الشَّيْخُ مَنْ يَدِبُّ ذَبيبا
والغالبُ في "زعَمَ" أن تُستَعمَلَ للظنِّ الفاسد، وهو حكاية قولٍ يكون مِظنَّةً للكذب، فيقال فيما يُشكّ فيه، أو فيما يُعتقدُ كذبُهُ.
ولذلك يقولون: "زَعموا مطيِيَّةُ الكذب" أي: إنّ هذه الكلمة مركبٌ للكذب.
ومن عادة العرب أنّ من قال كلاماً، وكان عندهم كاذباً، قالوا: "زَعمَ فلانٌ". ولهذا جاء في القرآن الكريم في كل موضع ذُمّ القائلون به.

وقد يردُ الزَّعم بمعنى القول، مُجرَّداً عن معنى الظنّ الرَّاجحِ، أو الفاسد، أو المشكوك فيه.
فإن كانت "زعم" بمعنى "تأمر ورأس"، أو بمعنى "كفل به" تعدّتْ الى واحد بحرف الجر.
تقول: "زعم على القوم فهو زعيم"، أي: تأمر عليهمْ ورأسهم، و "زعم بفلان وبالمال"، أي كفل به وضمنه، وتقول: "زعم اللبن" أي: أخذ يطيب، فهو لازم).

+ والخامسُ: "هبْ" - بلفظ الأمر، بمعنى "ظُنَّ":

كقول الشاعر:
فَقُلتُ: أَجِرْني أَبا خالدٍ + وإِلاّ فَهَبْني امرَءًا هالِكا
فإن كانت امراً من الهبة، مثل: "هب الفقراء مالاً"، لم تكن من أفعال القلوب، بل هي من "وهب" التي تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبراً.
على الفصيح فيها أن تتعدى الى الاول باللام، نحو: "هب للفقراء مالا".
وإن كانت امراً من الهيبة تعدت الى مفعول واحد، مثل "هب ربك"، أي: خفه.