إتيان الحال من المضاف إليه.. وجوب أن يكون في المعنى أو في التقدير فاعلا أو مفعولا



إتيان الحال من المضاف إليه:

قد تأتي الحالُ من المضاف إليه بشرط أن يكون في المعنى، أو في التقدير، فاعلاً أو مفعولاً، وذلك في صورتين.

1- أن يكونَ المضافُ مَصدراً أو وصفاً مضافين إلى فاعلهما أو نائب فاعلهما أو مفعولِهما.


فالمصدرُ المضافُ إلى فاعلهِ:
نحو: سَرّني قدومكَ سالماً.
ومنه قولهُ تعالى: {إليه مرجعُكُم جميعاً}.
وقولُ الشاعر:
تقُولُ ابْنَتي: إنَّ انْطلاقَكَ واحداً، + إلى الروْعِ يَوْماً، تاركي لا أَبالِيَا

والوصفُ المضافُ إلى فاعله نحو: "أنتَ حسَنُ الفرَسِ مُسرَجاً".
والوصفُ المضافُ إلى نائب فاعله نحو: "خالدٌ مغمَض العينِ ادمعةً".
والمصدرُ المضافُ إلى مفعولهِ، نحو: "يعجبُني تأديبُ الغلام مُذنِباً، وتهذيبُهُ صغيراً".

والوصفُ المضافُ إلى مفعولهِ نحو: "أنتَ ورادُ العيشِ صافياً، ومسهَلُ الأمرِ صعباً"، ونحو: "خالدٌ ساري الليلِ مظلماً".
وبذلك تكونُ الحالُ قد جاءَت من الفاعل أو نائبه أو من المفعولِ، كما هو شرطها.

2- أن يَصِحَّ إقامةُ المضافِ إليه مقامَ المضاف، بحيثُ لو حذف المضافُ لاستقامَ المعنى.

وذلكَ بأن يكونَ المضافُ جُزْءاً من المضاف إليه حقيقةً.
كقولهِ تعالى: {أيُحب أحدُكم أن يأكل لحمَ أخيه مَيتاً فكَرِهتُموهُ}.
وقوله: {ونَزَعنا ما في صُدورهم من غِلٍّ إخواناً}، ونحو: "أمسكتُ بيدِكَ عاثراً".

أو يكونَ كجزءٍ منه، نحو: "تَسرُّني طِباعُ خالدٍ راضياً، وتسوءُني أخلاقُهُ غضبان".
ومنه قوله تعالى: {أنِ اتَّبِعْ ملّةَ إبراهيمَ حنيفاً}.

وبذلك تكون الحال أيضاً قد جاءت من الفاعل أو المفعول تقديراً، لأنه يصح الاستغناء عن المضاف.
فإذا سقط ارتفع ما بعده على الفاعلية أو انتصب على المفعولية.

وإذا علمت ذلك عرفت أنه لا يصحُّ أن يقال: "مررت بغلام سعاد جالسة"، لعدم صحة الاستغناء عن المضاف؛ لأنه ليس جزءاً من المضاف إليه، ولا كالجزء منه.
فلو أسقطت الغلام، فقلت: "مررت بهند جالسة" لم يستقم المعنى المقصود، لأن القصد هو المرور بغلامها لا بها.


0 تعليقات:

إرسال تعليق