الرواية المغربية ورؤية الواقع عند حميد لحمداني.. الرواية المغربية وموقف المصالحة مع الواقع وموقف الانتقاد للمجتمع



الرواية المغربية ورؤية الواقع عند حميد لحمداني:

جعل الباحث حميد لحمداني كتابه (الرواية المغربية ورؤية الواقع: دراسة بنيوية تكوينية) في بابين:

- الباب الأول: (الرواية المغربية وموقف المصالحة مع الواقع):

وجعله في فصلين:

- الفصل الأول: موقف المصالحة واللحظة السعيدة:

وفيه درس روايات عبد الكريم غلاّب: (سبعة أبواب، ودفنّا الماضي، والمعلم علي).

- الفصل الثاني: موقف المصالحة بين التبرير والانهزام والتسجيل:

درس فيه (جيل الظمأ) و(إكسير الحياة) لمحمد عزيز الحبابي، و(رفقة السلاح والقمر)، و(الريح الشتوية) لمبارك ربيع، و(المغتربون) لمحمد الإحسايني.

- الباب الثاني: (الرواية المغربية وموقف الانتقاد للمجتمع):

جعله في ثلاثة فصول:

الفصل الأول: (انتقاد الواقع الاجتماعي وهاجس الغرب):

عرض فيه (الغربة)، و(اليتيم) لعبد الله العروي، و(في الطفولة) لعبد المجيد بن جلّون، و(المرأة والوردة) لمحمد زفزاف.

- الفصل الثاني: (انتقاد الواقع والطريق المسدود):

عرض فيه (أرصفة وجدران) لمحمد زفزاف، و(حاجز الثلج) لسعيد علوش، و(زمن بين الولادة والحلم) لأحمد المديني، (أبراج المدينة) لمحمد عز الدين التازي.

- الفصل الثالث: (انتقاد الواقع وهاجس الصراع):

 عرض فيه: (الطيبون) لمبارك ربيع، و(قبور في الماء) لمحمد زفزاف.

المنهج البنيوي التكويني:

لكن الباحث لم يلتزم بالمنهج البنيوي التكويني الذي أعلن عنه في عنوان دراسته وفي مطلعها.
فقد اكتفى بضم الروايات ذات المضمون الواحد تجاه الواقع إلى بعضها بعضاً.
واتخذ مصطلح (الانتقاد) بدلاً من موقف (المعارضة) التي تنتقد السلطة لا المجتمع.

ولقد ميّع القضية حين حوّلها من (معارضة) إلى (انتقاد)، ومن مواجهة (السلطة) إلى مواجهة (المجتمع).
ويبدو أن حذره البالغ وتحفظه أراداه على ألا يُدخل يده في النار، فآثر السلامة، عن طريق ليّ عنق الحقيقة، محققاً بذلك نصراً شخصياً له، لا للحقيقة التاريخية التي لا يجرؤ على تبنيّها إلا مَنْ اختارهم القدر لـ (رسالة الأنبياء).

روايات وقفت أمام الباب المسدود:

وقد جعل أحد فصول دراسته (روايات وقفت أمام الباب المسدود) بدل أن يصنّفها في باب (المعارضة) فنعتها بما يُحبط الأمل ويُثير اليأس في النفوس.

كذلك لم يطبق الباحث شيئاً من المنهج البنيوي التكويني الذي وعد به في مفتتح دراسته، وإنما اكتفى بإضاءة الوضع السوسيولوجي للمغرب في فترة المخاض (الاستعماري/ الاستقلالي) ثم عرض (مضمون كل رواية على حدة، دون أن يُعنى بالوحدات البنيوية، والعلاقات، والأنساق، والشخصيات الفواعل، والعوامل، وفضاءات الأزمنة والأمكنة، ورؤية العالم عند كل كاتب، بل وحتى لم يُعرف بهذا المنهج: خطواته، وتاريخه.).

قضية الشكل الفني في الرواية المغربية:

والواقع أن حميد لحمداني لم يكن بنيوياً، وإنما كان تقليدياً، بدليل أنه لم يوظف مصطلحاً واحداً من مصطلحات البنيوية أو مقولاتها، بل خصص في خاتمة بحثه فصلاً لـ(قضية الشكل الفني في الرواية المغربية) صنّف فيه (أشكال) الرواية المغربية في ثلاثة أنماط، هي:
  • الشكل التقليدي.
  • الشكل الواقعي.
  • الشكل الرومانسي.

وهي تصنيفات كان يعتمدها المنهج النقدي التقليدي لا البنيوي الذي لا يعترف بالفصل بين (الشكل) و(المضمون) إذ يراهما وحدة واحدة.

البنيوية التكوينية:

وهكذا نجده وقد رغب في أن يسِم دراسته بميسم (البنيوية التكوينية) التي كانت رائجة في منتصف الثمانينات فأراد أن يطعّم بها دراسته، دون أن يبذل جهداً في التعريف بهذا المنهج النقدي الجديد: مصطلحاته، مفاهيمه، أعلامه، تاريخه.. إلخ.