الشخصية في الرواية المغربية.. إكساب الشخصية الحد الأقصى من الوصف الضروري، سعياً وراء إعطائها مزيداً من الوضوح والواقعية



الشخصية في الرواية المغربية:

قدّم الباحث (الشخصية) في الرواية المغربية من خلال مقياسين مأخوذين عن (فيليب هامون) هما:

1- المقياس الكمي:

الذي ينظر إلى كمية المعلومات المتوافرة عن الشخصية.

2- المقياس النوعي:

الذي يحدّد مصدر تلك المعلومات عن الشخصية.

تفصيلات الشخصية:

وعلى أساس هذين المقياسين درس نموذج (الحاج محمد) في رواية (دفنّا الماضي) لعبد الكريم غلاّب للوقوف على التفصيلات المظهرية والخلقية والنفسية التي تستند إلى الشخصية.

حيث يصف الروائي (قصر) عائلة التهامي باعتباره يمثل "نموذجاً لتعايش الأجيال من آباء وأعمام وأولاد وأحفاد".

ويتم التعرف على (الحاج محمد) عميد عائلة التهامي كلما تقدمنا في القراءة: مظهره الجسدي، وهندامه.
ثم يتبعه إلى السوق حيث مكان عمله.

وحيث يستغرق منه هذا الوصف الفصلين الأوليين: ليتفرغ في الفصول الأخرى لشخصيات أخرى يفعل معها ما فعله في الأولى: (عبد الرحمن) و (خدوج) و (ياسمين) و (عائشة) و (عبد الغني) و (محمود)... الخ.

التصور التقليدي في بناء الشخصية:

ويكشف هذا النسق التقليدي السائد عن الطموح الذي راود رواية القرن التاسع عشر في إكساب الشخصية الحد الأقصى من الوصف الضروري، سعياً وراء إعطائها مزيداً من الوضوح والواقعية.

لكن هناك أكثر من دليل، في الرواية المغربية، على سقوط هذا التصور التقليدي في بناء الشخصية وتقديمها على ذلك النحو الذي يلغي الميل إلى مراكمة المعلومات واتخاذ طرائق جديدة تقيم قطيعة مع الطرائق التقليدية في تقديم الشخصيات، وذلك من خلال اعتماد فرضية تقول بأن الشخصية المتروكة دون وصف يمكنها أن تكون أكثر حضوراً في الرواية من الشخصية الموصوفة بوضوح تام.

وكمثال على ذلك يسوق الباحث مثال رواية (المرأة والوردة) لمحمد زفزاف، حيث تتميز بندرة المعلومات المعطاة حول الشخصيات، وبخروجها عن المنحى المألوف في تقديمها للقارئ.