حالات نصب الظرف.. الظرف الزماني مطلقا سواء أكان مبهما أم محدودا. النصب على التوسع في الكلام باسقاط الخافض لا على الظرفية



حالات نصب الظرف:

يُنصَبُ الظّرفُ الزَّماني مُطلقاً، سواءٌ أكانَ مُبهَماً أم محدوداً، أي: (مُختصاً)، نحو: "سرتُ حيناً، وسافرتُ ليلةً"، على شرط أن يَتضمنَ معنى (في).
فإن لم يتضمن معناها، نحو: "جاءَ يومُ الخميس. ويومُ الجمعة يومٌ مبارك. واحترم ليلةَ القدر"، وجب أن تكون على حسب العوامل).

ظروف المكان المنصوبة:

ولا يُنصَبُ من ظروف المكان إلا شيئانِ:

1- ما كان منها مُبهَماً، أو شِبهَهُ، مُتَضمّناً معنى (في):

فالأول نحو: "وقفتُ أمامَ المِنبر".
والثاني نحو: "سرتُ فرسخاً".
فإن لم يتضمن معناها نحو: "الميل ثلث الفرسخ، والكيلومترُ ألفُ متر". وجب أن يكون على حسب العوامل.

2- ما كان منها مُشتقّاً، سواءٌ أكان مُبهماً أَم محدوداً، على شرطِ أن يُنصَب بفعلهِ المُشتقّ منهُ:

نحو: "جلستُ مجلسَ أَهل الفضل. وذهبتُ مذهبَ ذَوِي العقلِ".
فإن كان من غيرِ ما اشتُقَّ منهُ عاملُهُ وجبَ جَرُّهُ.
نحو: "أَقمتُ في مجلسك. وسرتُ في مذهبكَ.
وأَمّا قولُهم: "هو مني مَقعَدَ القابلةِ. وفلانٌ مَزجَرَ الكلبِ.
وهذا الأمرُ مُناطَ الثُّرَيّا"، فسماعِيٌّ لا يقاس عليه.
والتقدير: "مستقرَّ مقعد القابلة ومزجرَ الكلب ومناطَ الثريا".
فمقعد ومزجر ومناط: منصوبات بمستقر، وهن غير مشتقات منه، فكان نصبهنّ بعامل من غير مادّة اشتقاقهنَّ شاذّاً.

وما كان من ظروف المكان محدوداً، غيرَ مُشتقٍ، لم يجُز نصبُه، بل يجب جَرُّهُ بِفِي.

نحو: "جلستُ في الدارِ. وأَقمتُ في البلد. وصلَّيتُ في المسجد".
إلاَّ إذا وقعَ بعدَ "دخلَ ونَزَلَ وسكنَ" أَو ما يُشتقُّ منها، فيجوزُ نصبُهُ.
نحو: "دخلتُ المدينةَ. ونزَلتُ البلَدَ. وسكنتُ الشامَ".

وبعض النحاة ينصب مثل هذا على الظرفية والمحققون ينصبونه على التوسع، في الكلام باسقاط الخافض، لا على الظرفية، فهو منتصب انتصاب المفعول به على السعة، باجراء الفعل اللازم مُجرى المتعدي.
وذلك لانّ ما يجوز نصبه من الظروف غيرُ المشتقة يُنصب بكل فعل، ومثل هذا لا ينصب الا بعوامل خاصة.
فلا يقال: "نمت الدارَ، ولا صليتُ المسجدَ، ولا أقمتُ البلدَ".
كما يقال: "نمت عندك. وصليت أمام المنبر. وأقمتُ يمينَ الصف".