ما هو مُتَعَلَّق الظَّرف؟.. مواضع حذفه وجوبا. النصب على الاشتغال بأن يشتغلَ عنهُ العاملُ المتأخرُ بالعمل في ضميره



تعريف مُتَعَلَّق الظَّرف:

كلُّ ما نُصبَ من الظروف يحتاجُ إلى ما يتعلّقُ بهِ، من فعلٍ أو شِبهه، كما يحتاجُ حرفْ الجر إلى ذلك.
ومُتعلَّقُهُ إمّا مذكورٌ، نحو: "غبتُ شهراً. وجلستُ تحت الشجرة".
وإمّا محذوف جوازاً أو وجوباً.

حالات حذف متعَلق الظرف جوازا:

فيُحذَفُ جوازاً، إنْ كان كوناً خاضاً، ودلَّ عليه دليلٌ، نحو: "عندَ العلماءِ"، في جواب من قال: أينَ أجلسُ؟".

حالات حذف متعَلق الظرف وجوبا:

ويُحذَفُ وجوباً في ثلاثِ مسائلٌ:

1- أن يكون كوناً عمّاً يَصلُحُ لأن يُرادَ به كلُّ حَدَثٍ:

كموجودٍ وكائن وحاصل.
ويكونُ المتعلَّق المقدَّرُ إمّا خبراً، نحو: "العصفورُ فوقَ الغصنِ. والجنةُ تحت أقدامِ الأمهاتِ".
وإمّا صفةً، نحو: "مررتُ برجل عندَ المدرسةِ".
وإمّا حالاً، نحو: "رأيتُ الهلالَ بين السحابِ".
وإمّا صِلةً للموصولِ، نحو: "حَضَرَ مَنْ عندَهُ الخبرُ اليقينُ".
غيرَ أنَّ مُتعلّق الصلةِ يجبُ أن يُقدَّرَ فعلاً، كحصَل ويَحصلُ، وكان ويكون، ووُجِد ويُوجَدُ، لوجوبِ كونِها جملةً.

2- أن يكونَ الظرفُ منصوباً على الاشتغال:

بأن يشتغلَ عنهُ العاملُ المتأخرُ بالعمل في ضميره.
نحو: "يوم الخميس صُمتُ فيه. ووقت الفجر سافرتُ فيه".
فيوم ووفت: منصوبان على الظرفية بفعل محذوف، لاشتغال الفعل المذكور عن العمل فيهما بالعمل في ضميرهما.
والفعل المحذوف مقدَّر من لفظ الفعل المذكور غير أنه يجوز التصريح به؛ كما علمت في باب الاشتغال.

3- أن يكون المتعلَّقُ مسموعاً بالحذف، فلا يجوزُ ذكرُهُ.

كقولهم: "حينئذٍ الآنَ"، أي: "كان ذلك حينئذٍ، فاسمعِ الآنَ".
فحينئذ والآن: منصوب كل منهما بفعل محذوف وجوباً؛ لأنه سُمع هكذا محذوفاً.
وهذا كلام يقال لمن ذكر أمراً قد تقادمَ زمانه لينصرف عنه الى ما يعنيه الآن.