تاريخ تأسيس صبراتة.. على جانب المدينة الفينيقية بنيت المدينة الرومانية بمسرحها الفخم والمدرجات وبيوتها العالية واعمدتها واقواسها



ليس ثمة اتفاق بين المؤرخين على تحديد دقيق لتاريخ تأسيس مدينة صبراته وان كان البعض يرجح ان تكون اسست في القرن السادس قبل الميلاد.

ويؤيد هذا الكلام الحفريات التي أجريت حديثا بمدينة صبراته في المنطقة ما بين الفورم والبحر، حيث وجدت بها آثار فينيقية تتمثل في مصاطب رملية، كان الفينيقيون يقيمون فوقها اكواخا مؤقتة لفترة قصيرة من السنة.

وأثناء الحفريات وجدت فوق المصاطب طبقات سميكة من الرمال، وهذا دليل على ان الموقع ظل مهجوراً لفترة زمنية طويلة. وفي تلك الأكواخ وجدت جرار بونيقية، وقدور يونانية ترجع للقرنين السادس والخامس قبل الميلاد.

وعلى جانب المدينة الفينيقية بنيت المدينة الرومانية بمسرحها الفخم, المدرجات وبيوتها العالية واعمدتها واقواسها ليتشكل من الحين معا ما يمكن اعتباره مدينة كبيرة بمقاييس ذلك العصر، وهي مدينة كانت تشكل بمرساها احد أهم المراكز التجارية على الساحل الافريقي لحوض البحر الابيض المتوسط، واحدى المدن الثلاث التي سمي بها اقليم طرابلس وهي لبدة الكبرى، واويا (طرابلس الحالية) وصبراته، ومن هذه الحواضر الفينيقية الشقيقات الثلاث سمي الاقليم كله طرابلس.

اما بالنسبة للتسمية فقد وجد اسم المدينة بصيغة (صبرات) Sabrat على العملة البونيقية الحديثة واحيانا صبراتن (Sabratan) وتعني هذه العبارة (سوق الحبوب).

ولذا يرجح بعض المؤرخين ان المدينة كانت تلعب دورا كبيرا في المبادلات التجارية بين شرق وشمال المتوسط من جهة وتجار محاصيل المنطقة الطرابلسية وحتى الجبل الغربي (جبل نفوسة) وغدامس من جهة اخرى، وإن كان المؤرخ فيليب وارد يرى ان يونان جزيرة صقلية هم من كانوا يصدرون الحبوب لصبراته لا العكس، وأنها كانت بمينائها مجرد واجهة بحرية لمدينة اخرى تحمل هي ايضا اسما شبيها هو (صابرية) ولكنها في عمق البروهي التي تعرف الان باسم الجوش.