التغير النوعى فى أدوار أعضاء هيئة التدريس الجامعي.. التخلي عن أساليب التدريس التقليدية واستخدام منهجية ضبط المتغيرات والأساليب الاحصائية



إن علاقات التحالف والشراكة التى اقامتها الجامعات لم تؤد فقط إلى تمدد وتعدد أدوار أعضاء هيئة التدريس، بل غيرت كثيراً من أساليب أداء هذه الأدوار، حيث فرضت التحولات فى طبيعة العمل على عضو هيئة التدريس ضرورة التخلي عن أساليب التدريس التقليدية، فالتقنيات التكنولوجية أصبحت تقدم الآن كثيرا من المعلومات التى كان يجهد المحاضر نفسه فى تقديمها من خلال المحاضرات والمذكرات.
كما فرضت أساليب الشراكة والتحالف تغييرا فى أسلوب أداء عضو هيئة التدريس لدوره في البحث العلمى حيث وجد أن عليه التخلى عن بحث القضايا والظواهر محددة المتغيرات، والتى يصلح معها منهجية ضبط المتغيرات واستخدام الأساليب الاحصائية، فالباحث الآن يواجه بنوعية من القضايا والظواهر يصفها Schon بأنها Swamy Lowlands، وهذه النوعية من القضايا والظواهر تتسم عادة بالغموض والتضارب والضبابية messy and confusing (52). 
والسؤال هل يمكن لأعضاء هيئة التدريس التحول بسهولة للتوافق مع التَّغير النَّوعى فى ممارستهم لأدوارهم؟ وهل تساعدهم نظم إعدادهم الحالية على مرونة التحول المطلوبة؟
إن الكثير من المؤشرات تكشف عن أن الإجابة عن مثل هذه التساؤلات كانت بالنفى أكثر منها بالايجاب، فحتى فى الدول المتقدمة، تحدث حالات رفض واحتجاج من هيئة التدريس على التحولات فى الأدوار، حيث يفرض عليهم هذا تغيرا نوعيا فى ممارستهم لأدوارهم، مما يشعرهم بحالة من القلق من جراء ما سيجد نفسه فيه من تناقضات Paradox  تفرضها عليه هذه التحولات .
ويعد كتاب Elaine M. عن التحولات فى العمل الاكاديمى Changing In Academic Work   من المراجع المهمة ،والتى تقدم تحليلا للتحولات التى تتم على أدوار أعضاء هيئة التدريس ، وما يستلزم هذه التحولات من تغيير في اسلوب ممارسة هذه الأدوار (53)
وما سبق يطرح علينا العديد من التساؤلات ومنها ما مدى تأهيل هيئة التدريس فى جامعاتنا للقيام بدورهم فى ربط جامعاتهم وكلياتهم بمجتمعاتها المحلية ؟، وهل أتاح لهم نظم إعدادهم مرونة التجاوب والانفتاح على المجتمع؟، ومع ما يفرضه التجاوب والانفتاح من تغيير فى ممارستهم لأدوارهم؟، وما الآليات التى يمكن أن توفرها جامعاتنا من أجل مساعدة هيئة التدريس بها للإلمام بالمهارات اللازمة لممارسة أدوارهم المستجدة؟، بل أن ما تستلزمه ممارسة هذه الأدوار التى يطرحها تحالف الجامعة مع مؤسسات المجتمع تجعلنا نضع أكثر من علامة استفهام حول أسلوب الاختيار المتبع لعضو هيئة التدريس بجامعاتنا.