الغاية الإمتاعيّة لمقامات بديع الزمان الهمذاني:
- الإضحاك من أجل التّرفيه عن النّفس، وتمكين النّفس من تجديد نشاطها.
- مقاومة الحالات العصبيّة التي يمكن أنْ تنتاب الإنسان.
- السخرية من الحياة بدل تحميل الذّات ما لا تحتمل.
- ملء لحظات الفراغ بما لذّ وطاب من فنون الإضحاك والفكاهة.
- تمتين العلاقات بين الأفراد والجماعات والتّقريب بين الطّبقات عبر النّصوص الهزليّة.
مواطن الإمتاع في فن المقامة:
تكمن الغاية الإمتاعية لمقامات بديع الزمان الهمذاني في قدرتها على جذب القارئ وإمتاعه من خلال:
- أسلوبها الممتع والرشيق:
تتميز مقامات الهمذاني بأسلوبها الممتع والرشيق، الذي يعتمد على السجع والبديع والصور الشعرية الجميلة.
- موضوعاتها المتنوعة:
تتناول مقامات الهمذاني مواضيع متنوعة، مثل: الحب، والغرام، والسفر، والسياسة، والأخلاق، مما يجعلها مناسبة لمختلف القراء.
- شخصياتها الطريفة:
تتميز مقامات الهمذاني بشخصياتها الطريفة، مثل: أبو الفتح الإسكندري، الذي يتمتع بخداعه ومغامراته وفصاحته.
الوسائل الفكاهية في مقامات الهمذاني:
تعتمد مقامات الهمذاني على الفكاهة والطرافة لإمتاع القارئ، حيث يلجأ الهمذاني إلى استخدام العديد من الوسائل الفكاهية، مثل:
- المبالغة:
يلجأ الهمذاني إلى المبالغة في وصف الأحداث والشخصيات لإثارة الضحك لدى القارئ.
- السخرية:
يلجأ الهمذاني إلى السخرية من بعض العادات والتقاليد السائدة لإثارة الضحك لدى القارئ.
- المواقف الطريفة:
يلجأ الهمذاني إلى خلق مواقف طريفة لإثارة الضحك لدى القارئ.
قصة قصيرة:
لقد نجحت مقامات الهمذاني في تحقيق غايتها الإمتاعية، حيث لا تزال تحظى بشعبية كبيرة حتى يومنا هذا.
فالمقامات تحمل في داخلها لوناً من ألوان النقد أو السخرية وضعت في إطار من الصنعة اللفظية أو البلاغية، وهي أقرب إلى أن تكون قصة قصيرة تكتب بلغة إيقاعية ينقلها راوٍ من صنع خيال الكاتب، يصوره وكأنه قد عاش أحداثها، ولها بطل إنساني مشّرد ظريف ذو أسلوب بارع وروح خفيفة، يتقمص في كل مرة شخصية معينة، يضحك الناس أو يبكيهم أو يبهرهم؛ ليخدعهم وينال من أموالهم، ضمن حدث ظريف فحواه نادرة أدبية أو مجموعة مسائل دينية أو مغامرة هزلية تحمل في طياتها لوناً من ألوان النقد والسخرية وسقوط القيم؛ لتمثل صوراً من الحياة الاجتماعية في العصر الذي كتبت فيه، هدفها نقد العادات والتقاليد السيئة والشخصيات السلبية فى المجتمع، وتقوم على التفنن في الإنشاء، والاهتمام باللفظ والأناقة اللغوية وجمال الأسلوب، وغالباً ما تؤخذ أسماء المقامات من اسم البلد الذي انعقد فيه مجلسها، فمن أسماء مقامات الحريري: المقامة الصنعانية، المقامة الحلوانية، المقامة الكوفية، المقامة المراغية، المقامة الدمشقية، المقامة البغدادية، المقامة السنجارية...
تفاوت في الحجم:
وتختلف المقامات فيما بينها في الطول، فقد تكون طويلة، وقد تكون قصيرة، وأمّا الرّوّاد الّذين ظهروا في مجال هذا الفنّ، فيتقدمهم بديع الزّمان الهمذانيّ (357 هـ – 398 هـ)، والحريريّ (446هـ – 516هـ).
فقد كانوا من أبرز كتّاب المقامات في العصر العباسيّ؛ إذ كانت مقاماتهم ذات موضوعات متنوّعة ومختلفة تحوي في طياتها الطّابع الأدبيّ أو الفقهيّ أو الفكاهيّ أو الحماسيّ أو المجونيّ.
وكانت المقامات في حينها تتفاوت في حجمها بين الطّويلة والقصيرة؛ وفق الموضوع المتناول بعيداً عن التّصنيف في عرضها من حيث الموضوعات.
المقامة لغة الجماعة من النّاس، والمجلس، والخطبة أو العظة، كما ورد تعريف لفظة المقامة "بفتح الميم" بأنّها القصّة القصيرة المسجوعة، الّتي تحتوي على عظة أو مُلحة، وقد كان الأدباء يظهرون فيها براعتهم.
ويقال في توضيح معناها لغةً: مَقَامَةُ النَّاسِ؛ أي مَجْمَعُهُمْ، مَجْلِسُهُم. أمّا اصطلاحاً: ورد تعريفها في الأدب العربيّ بأنّها: الحديث في مجلسٍ ما.
وإذا ما تطرقنا إلى تفاصيل فنّ المقامة، لوجدنا أنّها تتبع الأسلوب السردي، بأسلوب سطحي بسيط، وكان معظم كتاب المقامات يبدأون السرد في مقاماتهم إما بعبارة حدثنا وإمّا بعبارة حدّث وإمّا بعبارة حكى، وإمّا بعبارة أخبر، إمّا بعبارة حدثني، وهي أداة سرديّة كانت تصطنعها شهرزاد في سرد حكايات ألف ليلة وليلة.
وفي هذا المقام من الجدير أن نبين أجمل ما يميّز المقامة، الأدوات السّرديّة، والشّخصيات الأدبيّة المرحة – الطّمّاعة، المخادعة مع سطحيّة الموضوعات وضحالتها، والتّأنق في لغتها؛ لمعالجة القضايا الاجتماعيّة والسّياسيّة للمجتمع الّذي كُتبّ فيه.
0 تعليقات:
إرسال تعليق