الخبرة بعمل الكمبيوتر وإنشاء مساحة عبر الفضاء الالكتروني.. النشر وتوسيع مساحة التلقي عبر مساحات غير محدودة أتاحها النشر الالكتروني

من الملاحظ أن الأفراد سعوا إلى تجاوز فوبيا التعامل مع الوسيط الجديد، ولم يكن التعود على الأدوات التقليدية بقادر على التخلص من طموح التواجد في الساحة.

وكم هو خاطئ هذا الاعتقاد الذى يجعلنا نظن أن كل أصحاب الصفحات الشخصية يصممون مواقعهم بأنفسهم.

فالدراية أو المعرفة بالكمبيوتر ليس معناها قدرة الجميع على التصميم فقد تكون هناك مساحة جد شاسعة بين الخبرة بعمل الكمبيوتر وإنشاء مساحة عبر الفضاء الالكتروني.

ولكن المبدع الممتلك وعيا حضاريا كان عليه في ظل عوامل الطموح لنشر كلمته على نطاق أوسع أن يتجاوز مشكلات توزيع الكتاب العربي، ومن قبلها مشكلات النشر، وأن يستثمر ما تقدمه التكنولوجيا الحديثة من قدرات هائلة تتجاوز كل القدرات التقليدية.

وهو ما يتضح جليا في واحد من جوانب الإبداع: الشعر.
ففي ظل تزايد  المادة الشعرية واتساع مساحة الوعى بها (لم يكن بإمكان القارئ قبل ظهور الشبكة وعبر وسائل النشر التقليدية متابعة هذا الكم الهائل من النصوص خارج بيئته المحلية)، كان الاعتماد على الشبكة الدولية لتقوم بدور فعال يتمثل في جانبين أساسيين:
- النشر وتوسيع مساحة التلقي عبر مساحات غير محدودة أتاحها النشر الالكتروني.
- الراوية للشعر بصورة أقرب للراوية القديم مع اختلاف الوسائل.

حيث نجح الكثير من الشعراء المهمشين، أو الذين أبعدتهم المؤسسة عن ظلالها  أو آثروا هم أن يبتعدوا عنها، في الوصول إلى جمهور من نوعية خاصة، واعتمد الكثيرون على الشبكة بوصفها أداة التوصيل لأصواتهم لقراء  تفاعلوا معهم خالقين معطيات جديدة للتلقي، ومتجاوزين آلية التوصيل الشفاهي، منتجين للنص الجديد، المفرع  الهايبرتكست (Hypertext) حيث لا يقدم النص بوصفه مفردات لغوية  فقط، وإنما مجموعة من الوسائط الأخرى (الصورة، الصوت، المفردة اللغوية) وكلها تعمل على تقديم صيغة مغايرة للنص الشعرى عبر وسيط جديد له طابعه الخاص.

هنا يستلزم الأمر الإشارة إلى نقطة لها أهميتها في السياق تتمثل في  انتقال مركز الثقل من المؤسسات إلى الأفراد الذين تحرروا من مسببات الإعاقة للمؤسسة، ومن أهمها: سيطرة التوازنات المؤسساتية، والروتين، وسيطرة العقول ذات التفكير التقليدي على بعض المؤسسات وتبلور ذلك في عدد من المواقع ذات الأهمية الخاصة التي بلورت بدورها إيمان الكثير من مثقفي العربية وأدبائها بالميديا في جانبها الالكتروني وتعرب عن جهود أفراد كان لها أثرها في النتاج العربي الالكتروني. 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال