المأساة - التراجيديا.. قصة بطل مأساوي في شخصيته عيب أو ضعف رغم صفاته الحميدة



ما هي المأساة؟

تروي المأساة قصة بطل مأساوي في شخصيته عيب أو ضعف رغم صفاته الحميدة، وتحل به الكوارث وعادة يكون مصيره الموت.
المأساة هي شكل من العمل الفني الدرامي يهدف إلى تصوير مأساة قد تكون مبنية على قصة تاريخية، أصل الكلمة هو من اليونانية الكلاسيكية (τραγῳδία) وتعني حرفياً "أغنية الماعز"، نسبة إلى طقوس مسرحية ودينية كان يتم فيها غناء الكورس مع التضحية بالماعز في اليونان القديمة.

ما هي التراجيديا؟

التراجيديا عموماً تتعلق باستعراض أحداث من الحزن ونتيجة مؤسفة في النهاية ، كما تنطبق هذه التسمية أيضاً في الثقافة الغربية على وجه التحديد على شكل من أشكال الدراما التي حددها أرسطو اتسمت على جانب من الجدية والشهامة والتي تنطوي على شخص عظيم يمر بظروف تعيسة.

التراجيديا عند أرسطو:

فتعريف ارسطو أيضاً يمكن ان يشمل تغير الأحوال من سيئ إلى جيد، ولكن أرسطو يقول ان التغير من الجيد إلى السيئ هو الأفضل لأن هذا يؤدي إلى إثارة الشفقة والخوف داخل متفرج.
ووفقاً لأرسطو أيضاً فإن "هيكل العمل التراجيدي لا ينبغي ان يكون بسيط بل معقد وأن يمثل الحوادث التي تثير الخوف والشفقة."
ويرى أرسطو، "ان التغير في الحال نحو التعاسة والمأساة لا يعود إلى أي خلل أو عيب أخلاقي، ولكن إلى خطأ من نوع ما."

حدث يثير انفعال الألم:

كما أنه عكس الاعتقاد الخاطئ بأن هذه المأساة يمكن ان تنتج من قبل سلطة عليا (على سبيل المثال القانون، الآلهة، المصير، أو المجتمع)، بينما إذا كان سقوط شخصية ما في هذه المحنة ناجم عن سبب خارجي، فإن أرسطو يصف ذلك بأنه "بلية" وليس مأساة.
المأساة في تعريف أرسطو هي محاكاة أي حدث يثير انفعال الألم، (وغالباً ما ينتهي بالموت) حيث يكون بطل هذا الحدث شخصاً ذا مكانة عالية، وحيث تؤدي عاطفتا الخوف والشفقة إلى تطهير النفس من هذه الانفعالات.

التراجيديا عبر العصور:

وقد تحتوي في العصر الحديث على بعض العناصر الهزلية أو القصص الثانوية، بقصد إظهار التباين، أو التفريج عن التوتر العاطفي.
استمدت المأساة من الشعائر الدينية القديمة في بلاد اليونان، أما المآسي التي كتبها إسخيلوس، ويوربيديس، و سوفوكليس، فقد كانت تتسم بالطابع الأدبي أكثر من اتسامها بالطابع الديني.
وكانت المأساة في فرنسا إبان القرن 17، وبخاصة في المسرحيات التي كتبها راسين، وكورني، كانت تلتزم بالوحدات الكلاسيكية الثلاث، وهي وحدة الزمن، ووحدة المكان، ووحدة الحدث.

وهو ما يتعارض مع المأساة في الأدب الإنجليزي، كما في مسرحيات شيكسبير.
ولم يعد للمأساة بمفهومها التقليدي وجود في الوقت الحاضر.
فالمأساة عند إبسن تعالج في الغالب مشكلات اجتماعية وسياسية.
ومن أشهر كتاب المأساة في العصر الحديث: تشيكوف، وسترندنبرج، و يوجين أونيل، و ماكسويل أندرسون.