لقد ارتبط الحديث عن الكفايات بالحديث عن الوضعيات، وهكذا وجدنا الباحثين في هذا المجال لا يكادون يفصلون الكفايات عن الوضعيات.
فالكفاية تمكن عن طريق منتوجات التعلمات المركبة من التحكم في بعض الأنواع من الوضعيات أوفي طبقة من الوضعيات.
وتعرف الكفاية كنسق من المعارف والمفاهيم والطرق المنظمة بتصميم عملي يمكن من تحديد مهمة-مشكل وحلها بطريقة فعالة وذلك لخدمة مجموعة من الوضعيات.
ونتفق على تسمية كفايات مجموع المعارف والقدرات والسلوكات المبنينة وظائفيا وفق هدف في الوضعيات المعطاة نوعيا.
إذا ومن خلال هذا لا يمكننا الحديث عن الكفايت بمعزل عن الوضعيات، فما علاقة الكفايات بالوضعيات؟
ولماذا كانت هذه العلاقة؟ وهل يمكننا أن نساوي عدد الكفايات بعدد الوضعيات؟
إن الحياة تضعنا في مواجهة وضعيات مختلفة ومتنوعة نكون مطالبين بالسيطرة عليها وذلك عبر استنفاذ تجاربنا بين التكرار والتجديد، لأن جزءا هاما من شروط وجودنا من هذا النوع، وأن حياتنا ليست نمطية إلى درجة أننا سنقوم بنفس الحركات، وأن نتخذ نفس القرارات، وأن نحل نفس المشاكل، كما أنها في الوقت نفسه ليست فوضوية ومتغيرة بشكل يدفعنا إلى إعادة اختراع مكوناتها.
إننا نواجه منذ ولادتنا وضعيات الإرهاق والإحباط وعدم اليقين والتوزيع والانتظار، والفرحة العارمة، والأزمات والحوادث.
وهي أمور تساهم بتنوعها شيئا فشيئا في تشكيل فئات الأمور التي نعيها بالحدس لأن فئات الوضعيات تصمم أمبريقيا وبراغماتيا وتشكل مجموعة مغلقة يتم إغناؤها حسب تقلبات الحياة.
ونعطي مثالا بكفاية مهنية؛ فالطبيب حين يخبره أحد المرضى بمرض خطير يكون الأمر بالنسبة له روتينيا، والشرطي يتعرض لنفس الموقف أكثر من مرة في الوقت الذي يمثل ذلك تجربة نادرة في الحياة الخاصة، ومن هنا نلاحظ أن الكفاية تبنى بشكل سريع في المجال المهني، وهكذا تظل كفايات الشخص رهينة بالوضعيات التي يواجهها أكثر من غيرها.
التسميات
وضعيات وكفايات