بين الحقيقة والأسطورة: استكشاف ظاهرة التابعة الجنية الشريرة وأثرها على الرضع



التابعة: لعنة سوء الحظ من عالم الجن

من هي التابعة؟

تُعدّ التابعة من أشهر كائنات الجن الشريرة في الفلكلور العربي، واسمها يدلّ على دورها في "متابعة" الناس بلعنة سوء الحظ. تُصوّر الأساطير التابعة على شكل جنية شريرة تتسلل على الأرض، تبحث عن نساء يحملن أطفالًا على ظهورهن. تتربص التابعة بضحيتها، فتتسلّق قدميها ثم ساقيها حتى تصل إلى ظهرها، حيث تهاجم الطفل الصغير وتلتهمه بوحشية.

صورة مخالفة عند السيوطي:

يُقدم الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه "الرحمة" صورة مختلفة للتابعة، حيث يناقشها لاحقًا عند الحديث عن أمراض الرضع. تُشير هذه الصورة إلى إمكانية وجود تفسيرات أخرى لماهية التابعة، بعيدًا عن كونها كائنًا شريرًا.

أصل التابعة:

لا توجد رواية واحدة مُؤكدة لأصل التابعة، وتتنوع الروايات حول نشأتها.
  • من الجن: يعتقد البعض أنّ التابعة هي من كائنات الجن الشريرة التي تسكن الأرض، وأنّها تُرسل من قبل السحرة أو الشياطين لتعذيب الناس.
  • من الأرواح: يرى البعض الآخر أنّ التابعة هي روح شخص ميت، لم تُدفن بشكل صحيح أو لم تنل الراحة بعد الموت، فظلّت تائهة على الأرض مُسببةً الأذى.
  • من الأحلام: تُشير بعض الروايات إلى أنّ التابعة قد تكون مجرد كابوس أو وهم يُصيب بعض النساء، خاصةً بعد الولادة.

أعراض وجود التابعة:

تُنسب العديد من الأعراض لوجود التابعة، تشمل:
  • صعوبة في نوم الطفل: قد يبكي الطفل باستمرار دون سبب واضح، ويُظهر علامات القلق والخوف.
  • فقدان الشهية: قد يُرفض الطفل الرضاعة أو الطعام، مما يؤدي إلى فقدان الوزن وضعف عام.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم: قد يُعاني الطفل من ارتفاع في درجة حرارة الجسم دون سبب طبي.
  • القلق والبكاء: قد يُظهر الطفل علامات خوف وقلق شديدين، خاصةً عند النوم أو في الظلام.

معالجة وجود التابعة:

تتنوع طرق معالجة وجود التابعة، وتشمل:
  • الرقية الشرعية: يلجأ بعض الناس إلى الرقية الشرعية من القرآن الكريم أو الأدعية المُخصصة لطرد الجن.
  • العلاجات الشعبية: تُستخدم بعض الأعشاب أو المواد الطبيعية لطرد التابعة، مثل زيت الزيتون أو الثوم.
  • الطب النفسي: قد يرى بعض الأطباء النفسيين أنّ الأعراض المُسببة قد تكون ناتجة عن حالة نفسية، مثل الاكتئاب بعد الولادة، وتتطلب علاجًا نفسيًا.

الخاتمة:

تُعدّ التابعة كائنًا مثيرًا للجدل في الثقافة العربية، وتتنوع الروايات حول أصلها وطبيعتها وطرق معالجتها. من المهمّ التأكيد على أنّ هذه الروايات هي في الأساس أساطير وفلكلور، ولا تُثبتها أيّ أدلة علمية.
في حال لاحظتِ أيًّا من الأعراض المُشار إليها أعلاه على طفلك، يُنصح باستشارة الطبيب المُختصّ لاستبعاد أيّ أسباب طبية مُحتملة، وتلقي العلاج المناسب.


0 تعليقات:

إرسال تعليق