تجربة الحياة والموت في ظاهرة الشعر الحديث.. التواصل عن طريق التغلغل إلى اللاشعور حيث تكمن رواسب المعتقدات والأفكار المشتركة

لم يكن حال الأمة العربية كله مدعاة لليأس والغربة والضياع والسأم الحزن.

ذلك أن العشرين سنة التي تلت النكبة قد شهدت هزات عنيفة وتغيرات واسعة شملت العالم العربي كله.

مما ولد حالا آخر ممثلا في إيقاع الأمل والحياة واليقظة والتجدد، بسبب ما تم إنجازه واقعيا وسياسيا بدءاً بثورة مصر سنة مرورا بتأميم قناة السويس ورد العدوان الثلاثي وصولا إلى استقلال أقطار العالم العربي.

الشيء الذي انعكس في أشعار بعض شعراء هذه المرحلة، ذكر منهم أحمد المجاطي أربعة هم: بدر شاكر السياب وخليل حاوي وأدونيس 1952 وعبد الوهاب البياتي.

لقد رفض الشاعر من هؤلاء الموت، موت الحياة الذي ليس بعده بعث، وقَبلَ بموت تكون معه الحياة، فعانق بذلك الرفض والثورة والنضال، والتجدد والأمل والتحول والحياة.

يرى أحمد المجاطي أن هؤلاء الشعراء هم أفضل من يمثل هذا الاتجاه، ويعدد الخصائص التي توحد بينهم في ما يلي:
- ارتباط تجربتهم بالحياة والموت.
- ارتباط تجربتهم بالواقع الحضاري للأمة.
- رغبتهم في الانتصار على جميع التحديات التي تواجه الذات والكون والزمن والجماعة.
- استخدامهم للمنهج الأسطوري.
- استشراف المستقبل.

لقد استفاد الشاعر الحديث من مجموعة من الأساطير والرموز الدالة على البعث والتجدد، استلهمها من الوثنية البابلية واليونانية والفينيقية والعربية، ومن المعتقدات المسيحية ومن الفكر الإنساني عامة.

ومن هذه الأساطير نذكر: تموز، وعشتار، وأورفيوس، وطائر الفينيق، ومهيار الدمشقي، والعنقاء، والسندباد، وعمر الخيام، والحلاج... مما أرز منهجا نقديا وأدبيا وفلسفيا يسمى بالمنهج الأسطوري، يصوغ فيه الشاعر مشاعره ورؤاه، ومجمل تجربته في صور رمزية، يتم بواسطتها التواصل عن طريق التغلغل إلى اللاشعور حيث تكمن رواسب المعتقدات و الأفكار المشتركة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال