سقوط روما سنة 476م على يد البربر الجرمانيين.. الحضارة الأوربية بداوة تغير فيها القبائل على المراكز الحضرية



سقوط روما على يد البربر الجرمانيين

يعتبر المؤرخون الغربيون سقوط روما على يد البربر الجرمانيين من الأحداث الهامة والفاصلة في حياة البشرية، والتي تعد فاصلاً بين مرحلتي التاريخ القديم والتاريخ الوسيط.
وهنا لابد أن ننتبه إلى عدة أمور:

- أن أوروبا تنظر إلى العالم من خلال منظارها، وترى أنها رائدة البشرية وأن الأحداث التي مرت بها القارة الأوروبية هي أهم الأحداث في تاريخ البشرية.

ونشير هنا إلى أن حدث سقوط روما قد يكون حدثاً مفصلياً في التاريخ الأوروبي ولكنه ليس بالضرورة حدثاً حول مجرى التاريخ البشري كله خاصة وأنه عاصر هذا الحدث العصر الذهبي للحضارة الهندية مثلاً والذي تجلى في سعادة الشعب الهندي وثرائه وإشاعة الأمن والاستقرار وتشييد المدن الكبرى والمستشفيات وغيرها من مؤسسات الإحسان التي امتلأت بها البلاد، وغصت الجامعات والأديرة بالطلاب وامتازت القصور الملكية بالفخامة والعظمة.

وهكذا نرى أن هذا الحدث الذي تراه أوروبا فاصلاً في حياة البشرية لا يعد كذلك بالنسبة للحضارة الهندية القديمة.

- اعتبر المؤرخون الأوربيون سقوط روما على يد البربر الجرمانيين خطباً جليلاً رغم أن هذا السقوط تم على يد أوروبيين أيضاً، وهذا يوضح طبيعة الحضارة التي كانت سائدة في أوروبا في هذا الوقت. فهي لم تكن حضارة؛ بل كانت بداوة تغير فيها القبائل على المراكز الحضرية.