السلّم المدرج.. قدرة العامل العادي على القيام بعمل العامل المتخصص والتغلب على مافي عمل الكثرة من فوائد مرتقبة

تضيق، في عهد الموجة الثالثة، وحداتُ العمل، وبدلاً من العمال الذين يُهرعون بالآلاف، إلى أبواب المصنع نفسه - وهذه صورة كلاسيكية للاقتصاد الصناعي- نجد أن سُلم العمليات يتضاءل، في نفس الوقت الذي تصغر فيه أيضاً سُلم منتجات كثيرة.

وتلك الكثرة من العمال الذين يقومون - في أهم مايقومون- بنفس العمل العضلي، تخلي المكان لمجموعات صغيرة متمايزة ومتميزة.

وتقوم الشركات الكبرى بانتزاع الشحوم (أي بالاستغناء عن العمال الفائضين عن الحاجة)، كما أن الشركات الصغيرة تتضاعف.

وعلى سبيل المثال، نقول: إن شركة IBM التي كان عندها 370000 عامل، تفسح المجال لصناع أكثر تواضعاً، في العالم كله.

وحرصاً على البقاء، نجدها تسرح من العمال ماتستطيع، وتتجزأ هي نفسها إلى (13) وحدة عمل أصغر منها.

أما في نظام الموجة الثالثة، فإن الشركات المعقدة كثيراً ما تغلّب اقتصاديات السُلّم (اقتصاد الشركات الكبيرة والانتاج الكثيف).

وبتعبير آخر: إن الشركات الصغرى كثيراً ماتزيدُ في العدد على الشركات الكبرى. وكلما ازدادت الشراكة تعقيداً، تزداد الصعوبة على اليد اليسرى، أن تقوم بعمل اليد اليمنى (أي لا يكون العامل العادي قادراً على القيام بعمل العامل المتخصص).

وتظهر بعضُ الشروخ طبعاً، ولكن يكثر مايلوح في الأفق من محاولات للتغلب على مافي عمل الكثرة من فوائد مرتقبة.

وأما تلك الفكرة القديمة التي تقول: إن قوة أية شركة متعلقة بكبرها، فإنها تصبح فكرة أكل الدهر عليها...

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال