صورة الصحراء في الوعي العربي.. شظف العيش ومشاق الترحال المتواصل وارتفاع احتمالات الهلاك عطشا او جوعا



منذ البدء، كان للصحراء في ذهن الإنسان العربي وحياته حضور مكثف يدلنا عليه انعكاس هذا الحضور في لغة هذا الانسان -العربي- والتي اخترعت للصحراء نحوا من أربعين اسما عربيا.
بيد أن هذا الحضور ارتبط في الغالب بجوانب وأحداث الصحراء السلبية من مثل، كما يورد الشعر العربي، شظف العيش ومشاق الترحال المتواصل وارتفاع احتمالات الهلاك عطشا أو جوعا و كون الصحراء مأوى الوحوش ومسكن الجن ومهب الرياح العاتية ومظنة التيه وسبب البعاد والفصل بين الأحبة
أما الأحبة فالبيداء دونهم     فليت دونك بيدا دونها بيد.
و إذا ما صح بأن مبعث نظرة الإنسان العربي السلبية لدور الصحراء في مستقبله هو أساسا- بالطبع إضافة الى عوامل أخرى - خبرته العملية السلبية بالصحراء والجهل أو سوء تقدير ما ساهمت أو يمكن أن تساهم به الصحراء في حياته، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، يغدو واضحا أن معالجة هذه النظرة السلبية تتطلب إعادة تشكيل وعي الإنسان العربي بالصحراء من خلال توضيح ليس فقط أهمية الصحراء بالنسبة للإنسان العربي وموطنه وتصحيح مفاهيمه وانطباعاته عنها وإنما أيضا توضيح ما تقتضيه هذه الأهمية من سياسات وبرامج صحراوية تناسب تلك الأهمية و تترجمها إلى واقع عملي.