تحليل نص اختيار الصديق لابن المقفع:
- النص من الأدب الاجتماعي؛ لأنه يعرض بعض العلاقات الاجتماعية بين الناس وهي الصداقة وحقوقها.
- يتميز أسلوب ابن المقفع بأنه (السهل الممتنع) والمقصود بأنه أسلوب سهل: وضوح الفكرة، ويسرها وسهولة إدراكها.
والمقصود بأنه أسلوب ممتنع: القدرة على تركيز المعنى، وانتقاء اللفظ، واختيار الكلمات.
والمقصود بأنه أسلوب ممتنع: القدرة على تركيز المعنى، وانتقاء اللفظ، واختيار الكلمات.
- لاحظ أن لابن المقفع فضل على اللغة العربية فهو أول من أدخل إليها الحكمة الفارسية والهندية والمنطق اليونانى وعلم الأخلاق والسياسة وأول من ترجم وألف وارتقى بالنثر العربى.
الخصائص الفنية لأسلوب الكاتب:
1- عدم التعقيد في التعبير عن الفكرة.
2- توضيح المعنى بعيدا عن التكلف.
3- عدم تزاحم الصور والمحسنات.
4- الإيجاز.
5- التنوع بين الأساليب الخبرية والإنشائية.
6- الاعتماد على التشبيهات التوضيحية التي تهدف إلى توضيح الفكرة لا إثارة الانفعال.
وظيفة النثر عند ابن المقفع:
إدراك المعنى وتحديد الفكرة دون اللجوء إلى زخرفة لفظية أو صورة بيانية حتى تصبح كل جملة مكتنزة بمعناها حاملة فكرتها.
أما الغاية المثلى لوظيفة النثر: الافصاح والإفهام والتوضيح والعبارة الصافية الجلية.
شخصية الكاتب:
1- واسع الثقافة.
2- خبير بالحياة.
3- يغلب عليه جانب العقل.
ويعد ابن المقفع نقطة التقاء بين الحضارتين العربية والفارسية بل والحضارات والثقافات القديمة أيضا.
أثر البيئة في النص:
1- ظهور طائفة من الأدباء ليسوا من أصل عربي.
2- الرقي الحضاري والفكري.
3- ازدهار الكتابة الاجتماعية والأدبية.
نص اختيار الصديق لابن المقفع:
اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة من تؤاخي ومواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل إلى قطيعة أخيك، وإن ظهر لك منه ما تكره، فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت أو كالمرأة التي تطلقها إذا شئت، ولكنه عرضك ومروءتك، فإنما مروءة الرجل إخوانه وأخدانه، فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلاً من إخوانك، و إن كنت معذراً نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء و الملال فيه، و إن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته على غير الرضى عاد ذلك إلى العيب و النقيصة.
فالاتئاد الاتئاد! والتثبت التثبت!
وإذا نظرت في حال من ترتئيه لإخائك، فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيهاً غير مراء و لا حريص، وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حراً ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع.
فإن الجاهل أهل أن يهرب منه أبواه، وإن الكذاب لا يكون أخاً صادقاً، لأن الكذب الذي يجري على لسانه إنما هومن فضول كذب قلبه، و إنما سمي الصديق من الصدق. وقد يتهم صدق القلب وإن صدق اللسان. فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان؟ و إن الشرير يكسبك العدو، ولا حاجة لك في صداقة تجلب العداوة، وإن المشنوع شانع صاحبه.
و اعلم أن انقباضك عن الناس يكسبك العداوة، وأن انبساطك إليهم يكسبك صديق السوء. وسوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء. فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره، وإن قطعته شانك اسم القطيعة، وأزمك ذلك من يرفع عيبك ولا ينشر عذرك، فإن المعايب تنمي و المعاذير لا تنمي.
0 تعليقات:
إرسال تعليق