أدوات ملاحظة وتحليل التعليم.. ملاحظة السلوكات البيداغوجية لمدرّس أثناء تنشيطه حصة تعليمية



أدوات ملاحظة وتحليل التعليم:

بدأت عمليات تحليل وقياس التفاعل بالفصل خلال النصف الأول من القرن العشرين ميلاديا على يد ثلّة من الباحثين مثل "أندسون" (Anderson) الذي درس السلوك اللفظي للمدرسين بالفصل وقسّمه إلى متسلّط وغير متسلّط و شبكة "فلاندرس"(Flanders).

ويعتمد القائم بالتحليل على بنود يمثل كلّ بند منها مرجعا في ملاحظة سلوك تعليمي لفظي (إلقاء، تعزيز، إلخ) أو غير لفظي مركّزا الملاحظة على مظهر واحد، وقد يجمع عددا من البنود في وظيفة مشتركة بينها.
ويحدّد المحلّل نصوص البنود بطريقة دقيقة غير قابلة لتعدّد التأويلات.

شبكة تسجيل العملية التعليمية:

وتجتمع البنود في شبكة هي وسيلة موضوعية مقنّنة تستعمل في تسجيل جوانب من العملية التعليمية خلال ملاحظة الفصل.
فهي أداة تسجيل وجمع المعلومات عمّا يجري بالفصل ووصفه وتصنيفه قصد تأويل مختلف الظواهر الملاحظة به.
وهو ما يظهر في شبكة  "ديلاندشير"(De landsheere ) و"بايار" (Bayer) التي صاغها سنة 1969.

وظائف شبكة تسجيل العملية التعليمية:

وتتضمن قائمة بتسع وظائف هي:
  • التنظيم.
  • التحكم.
  • التطوير.
  • التشخيص.
  • التغذية الراجعة الإيجابية
  • التغذية الراجعة السلبية.
  • التوضيح
  • التعاطف الإيجابي.
  • التعاطف السلبي.

ملاحظة السلوكات البيداغوجية:

ويقتضي استعمال تلك الشبكة في ملاحظة السلوكات البيداغوجية لمدرّس أثناء تنشيطه حصة تعليمية  تسجيل كامل الدرس بالفيديو أو كتابته بالاختزال ثمّ يقوم الملاحظ بتحليل الدرس المسجل جملة بجملة، ويمكن لكلّ جملة أن تشمل وظيفة أو أكثر.
وسنقدّم مثالا آخر لأدوات الملاحظة والتحليل هو ملخص لأداة فلاندرس لتحليل التفاعل اللفظي كما أورده محمد زياد حمدان بالصفحة 109 من كتابه «أدوات ملاحظة التدريس» (1984):

حديث المعلم:

  • قبول مشاعر التلاميذ: يقبل ويستوضح المعلم شعور التلاميذ بلهجة مقبولة غير ناقدة سواء كان شعور التلاميذ سلبيا أو إيجابيا.
  • مديح وتشجيع التلاميذ: يمدح أو يشجع المعلم أي سلوك أو عمل للتلاميذ ويحث على استمراره.
  • قبول واستعمال أفكار التلاميذ: يوضح أو يعيد المعلم بلغته صياغة أو تطوير أفكار التلاميذ، مضيفا عليها أفكارا خاصة به، وألا يكون سلوك المعلم مباشرا وينتمي إلى فئة رقم 5.
  • توجيه الأسئلة للتلاميذ: يسأل المعلم أسئلة حول محتوى مادة أو إجراء صفي معين بقصد إجابة التلاميذ على ذلك.
  • إلقاء المعلم أو محاضرته: يعطي المعلم خلالها الحقائق والمعلومات بخصوص المادة الدراسية، معبرا عن آرائه ومستفسرا بأسئلة مفتوحة، يتولى في الغالب الإجابة بنفسه.
  • إعطاء الأوامر والتوجيهات: يوجه المعلم أوامره وتوجيهاته للتلاميذ بحيث يتوقع إطاعتهم لها أو استجابتهم لمتطلباتها.

حديث التلاميذ:

  • إجابات التلاميذ: وتضم أية إجابة من التلاميذ لسؤال أو استفسار من المعلم.
  • مبادرات التلاميذ: ويحتوي أية مبادرة- إجابة أو سؤالا من قبل التلاميذ دون سؤال أو طلب المعلم أو إشارة منه.
  • فوضى التلاميذ أو هدوئهم: تمثّل هذه الحالات السكوت العام أو الهدوء أو فوضى الفصل بصفة عامة التي لا يسمع أو يفهم بالضبط ما يقوله المتكلم خلالها.

ونجد، من بين الأدوات المستعملة في تحليل سلوك المعلّم، شبكات تستعمل في تقويم أداء المدرسين أيضا. وتتضمن عناصر تتصل بالوظائف التي يقوم بها المدرس والمهارات التعليمية المنتشرة بفصول الدراسة. ومن تلك الشبكات شبكة الأستاذ محمد بن فاطمة بعنوان «خطة لتحليل عمل المعلم بالفصل وتطويره»(*).

أبعاد التعليم:

وقد تركز تحليل الأستاذ الدكتور محمد بن فاطمة على أبعاد التعليم التالية:
  • الاستعداد العام للعمل.
  • الإعداد اليومي للدروس المقرّرة.
  • استعمال السّبورة والموضّحات.
  • التعليم الاستجوابي.
  • تمحور التعليم حول التلاميذ.
  • نسب التلاميذ الذين يسمح لهم بالتدخّل في الفصل.
  • توزيع تدخلات التلاميذ (أو حجم هذه التدخلات في الفصل).

 (*)- لمزيد الاطلاع على  شبكة الأستاذ التونسي محمد بن فاطمة  يمكن للقارئ قراءة مقالة« إلمامة حول  انعكاسات التعامل بحسب خطة  الملاحظة  والتقويم على عمل المعلم بالفصل»الواردة بالمجلة التونسية لعلوم التربية العددان18 و19 لسنة 1991 من الصفحة 71 إلى الصفحة94.