ما هو مفهوم وضعية التعلّم؟.. مجموع الظروف التي يصوغها المدرس أو الخبير البيداغوجي قصد وضع المتعلمين في فضاء تفكير وتحليل لمشكل



ما هي وضعية التعلّم؟

تتمثل الوضعية، بصفة عامّة، في مجموع الظروف أو المواقف التي يوجد فيها فرد أو مجموعة أفراد.

تغيير معارف المتعلمين أو مهاراتهم:

أمّا وضعية التعلّم فهي مجموع الظروف التي يصوغها المدرس أو الخبير البيداغوجي قصد وضع المتعلمين في فضاء تفكير وتحليل لمشكل أو حالة أو ظاهرة أو صعوبة لا بدّ من تجاوزها للوصول إلى حلّ والانتقال إلى وضعية جديدة.
وبالتالي تحقيق تغيير في معارف المتعلمين أو مهاراتهم أو اتجاهاتهم النفسية والاجتماعية.

العوامل المؤثرة في وضعية التعلم:

وضعية التعلم (Learning Situation) هي السياق أو البيئة التي يتم فيها تنفيذ وتحقيق عملية التعلم. تعتبر وضعية التعلم عبارة عن الإطار الذي يوفر الفرص والتحفيزات والتفاعلات التي يحتاجها الفرد لاكتساب المعرفة وتنمية المهارات.
تتأثر وضعية التعلم بعدة عوامل، بما في ذلك:

- البيئة التعليمية:

تتضمن البيئة التعليمية المدرسة أو الصف الدراسي أو المساحة التعليمية التي يتم فيها تنفيذ العملية التعليمية. تشمل البيئة التعليمية البنية التحتية، مثل الأثاث والتجهيزات التقنية، والموارد التعليمية المتاحة.

- العوامل الاجتماعية:

تشمل العوامل الاجتماعية المحيطة بالفرد أو المجموعة التعليمية، مثل التفاعل مع المعلم والزملاء، والعلاقات الاجتماعية المتواجدة في البيئة التعليمية. يمكن أن تؤثر هذه العوامل على المشاركة والتعاون والتفاعل في عملية التعلم.

- المحتوى التعليمي:

يشير إلى المعرفة والمفاهيم والمهارات التي يتم تناولها وتعليمها في وضعية التعلم. يشمل المحتوى التعليمي المناهج الدراسية والمواد التعليمية والأنشطة التعليمية المقدمة.

- الدعم والتوجيه:

يتضمن دعم المعلم وتوجيهه للطلاب في إطار وضعية التعلم. يتعلق ذلك بتوفير التوجيه والإرشاد والملاحظة للطلاب لمساعدتهم في فهم المفاهيم وتطبيق المهارات.

- الاندماج والتفاعل:

يتعلق بمدى تفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي والبيئة التعليمية. يشجع التفاعل والاندماج الفعّال على التعلم النشط والمشاركة المستدامة.

وضعية التعلم تعكس السياق الذي يحدث فيه التعلم، وتؤثر في مستوى التفاعل والمشاركة وفهم الطلاب. فهم وتصميم وضعيات التعلم الفعالة يساعد في تحقيق أهداف التعلم وتعزيز تجربة التعلم الإيجابية للفرد أو المجموعة.
-------------------

خصائص وضعية التعلم:

وضعية التعلم هي سياق تعليمي يتفاعل فيه المتعلم مع البيئة المحيطة به، ويسعى إلى تحقيق هدف أو مجموعة من الأهداف التعليمية.
تتميز وضعية التعلم بمجموعة من الخصائص، منها:
  • أنها تستند إلى نظرية التعلم البنائي، والتي تؤكد على أهمية مشاركة المتعلم في التعلم وبناء المعرفة من خلال تفاعله مع البيئة المحيطة به.
  • أنها تركز على الأنشطة والممارسات التي تسمح للمتعلم بتطبيق ما تعلمه في مواقف ومشكلات واقعية.
  • أنها تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، وتسمح لهم بالتعلم وفقًا لقدراتهم واحتياجاتهم.
  • أنها تخلق جوًا من التفاعل والمشاركة بين المتعلمين والمعلم.
  • أنها تركز على التعلم النشط، حيث يلعب المتعلم دورًا نشطًا في عملية التعلم.

وظائف وضعيات التعلم:

تُستخدم وضعيات التعلم في جميع مراحل التعليم، من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة التعليم العالي. كما أنها تُستخدم في جميع التخصصات الأكاديمية، بما في ذلك العلوم والرياضيات واللغات والعلوم الاجتماعية والتربية الفنية والتربية البدنية.
تُعد وضعيات التعلم من الأساليب الفعالة في التدريس، حيث تساعد على مساعدة المتعلمين على اكتساب المهارات والقدرات التي يحتاجونها للنجاح في الحياة. كما أنها تساعد على تعزيز التعلم النشط لدى المتعلمين، وجعلهم أكثر مسؤولية عن تعلمهم.

أمثلة لوضعيات التعلم:

فيما يلي بعض الأمثلة على وضعيات التعلم:
تُعد وضعيات التعلم من الأساليب المتنوعة التي يمكن استخدامها في التدريس، وتسمح للمعلم باختيار الوضعية التي تتناسب مع محتوى الدرس وأهدافه التعليمية، وقدرات واحتياجات المتعلمين.
فيما يلي بعض الأمثلة على وضعيات التعلم:

وضعية حل المشكلات:

في هذه الوضعية، يواجه المتعلمون مشكلة ويطلب منهم حلها. يمكن أن تكون المشكلة واقعية أو خيالية. يتطلب حل المشكلة من المتعلمين استخدام معرفتهم ومهاراتهم وخبراتهم لحل المشكلة.

وضعية المشروع:

في هذه الوضعية، يُطلب من المتعلمين تنفيذ مشروع يتطلب منهم الجمع بين المعرفة والمهارات والخبرات من مجالات مختلفة. يمكن أن يكون المشروع فرديًا أو جماعيًا. يتطلب المشروع من المتعلمين العمل باستقلالية والتعاون مع الآخرين.

وضعية اللعبة التعليمية:

في هذه الوضعية، يتعلم المتعلمون من خلال المشاركة في لعبة. يمكن أن تكون اللعبة تقليدية أو إلكترونية. تسمح اللعبة للمتعلمين بممارسة المهارات والقدرات التي تعلموها في سياق ممتع.

وضعية المناقشة:

في هذه الوضعية، يشارك المتعلمون في مناقشة حول موضوع معين. يمكن أن تكون المناقشة فردية أو جماعيًا. تسمح المناقشة للمتعلمين بتبادل الآراء والأفكار حول الموضوع المطروح.

وضعية الرحلة الميدانية:

في هذه الوضعية، يذهب المتعلمون في رحلة إلى مكان ما لتعلم شيء جديد. يمكن أن تكون الرحلة إلى متحف أو حديقة أو موقع تاريخي. تسمح الرحلة الميدانية للمتعلمين برؤية ولمس الأشياء التي يتعلمون عنها.

وضعية العرض التقديمي:

في هذه الوضعية، يُطلب من المتعلمين تقديم عرض تقديمي حول موضوع معين. يمكن أن يكون العرض التقديمي شفهيًا أو مكتوبًا. يتطلب العرض التقديمي من المتعلمين تنظيم أفكارهم وتقديمها بطريقة واضحة ومختصرة.

تُعد وضعيات التعلم من الأساليب الفعالة في التدريس، حيث تساعد على مساعدة المتعلمين على اكتساب المهارات والقدرات التي يحتاجونها للنجاح في الحياة. كما أنها تساعد على تعزيز التعلم النشط لدى المتعلمين، وجعلهم أكثر مسؤولية عن تعلمهم.