جريماس.. مبادئ في قواعد السرد، آليات المعوقات السيميائية، مسألة في الدلالة السردية



ظهرت في العام نفسه ترجمة نجيب غزاوي (سورية) لكتاب الجيرداس جوليان جريماس «في المعنى ـ دراسات سيميائية» (2000)، وتضمن الكتاب: مبادئ في قواعد السرد، آليات المعوقات السيميائية، مسألة في الدلالة السردية (الأشياء ذات القيمة)، العاملون والممثلون والصور، من أجل نظرية في صيغ العمل، الوصف والسرد، «شوربة الريحان» أو تكوين شيء ذي قيمة، وألحقه أيضاً بثبت المصطلحات (ص200-217)، وأوضح مصادرها، فهي «مجموعة من المصطلحات تغطي جزءاً من المفاهيم التي تكوّن النظرية السيميائية التي سعت إلى إدراك الدلالة السردية للنصوص. ولا تزال هذه المفاهيم وتلك النظرية تغتني وتتعمق وتتوسع، من خلال الأبحاث التي تتم على مختلف النصوص السردية» وأبان غزاوي أن الجزء الأول من قاموس السيمياء صدر عام 1979، ثم صدر الجزء الثاني عام 1986. واشتمل هذا الجزء على مداخل جديدة لهذه النظرية، وكذلك على إضافات ونقاشات واقتراحات على مصطلحات قائمة. أمل التوفيق في مقترحاته هذه للترجمة، رغم الصعوبات الكبيرة التي تثيرها ترجمة المصطلح السيميائي المغرق في التجريد. والنقاش يبقى مفتوحاً أبداً.
وقد أوغل غزاوي في تعريب المصطلح السردي مقاربة للسرد العربي كالحديث عن البنى السردية مثل أدوار العاملين، ومنها الكفاءة والأداء:
«نقول إذن إن العامل ـ الذات يمكن أن يحقق في برنامج سردي معين، عدداً من أدواره وتعرف هذه الأدوار من خلال موقع العامل في التسلسل المنطقي للسرد «أي تعريفه النحوي» ومن خلال تركيزه بالصيغ «تعريفه الشكلي» مما يسمح بالتنظيم القواعدي للسرد.
- يجب أن يتم إعداد مصطلحات أدوار العاملين التي تسمح بالتمييز الواضح بين العاملين أنفسهم وبين الأدوار التي تقوم بها في مسار الرواية. وهكذا يمكننا أن نميز بين الذات الكامنة وذات الإرادة (الذات القائمة) وذات الإرادة والبطل وفق القدرة (الغول، رولان) أو البطل وفق المعرفة (Renard, Le Petit Poucet)»(36).
اعترف غزاوي بصعوبات الترجمة على أن جهود تعريب المصطلح السردي من شأنها أن تسّهل عمليات تشكيل المصطلح في لغته دون قطيعة معرفية مع اللغات الأخرى.