خصائص قصيدة الوزن والقافية.. ضبط القوافي ووضوح القصيدة في المعنى والإشارة والاستعارة والمجاز



خصائص قصيدة الوزن والقافية:
1- تلتزم القصيدة بصرامة مستلزمات الوزن والقافية.

2- وتبهضها الديكورات الفخمة من بيان وبديع وجناس وطباق ومجاز واستعارة ولا تخلو من الحكمة والمواعظ وغيرها من أفكار فلسفية.

3- قوافيها مضبوطة الحركات إلا ما ندر.
فتسكين القوافي أمر غير مستساغ في عمود الشعر العربي، بل وقد يعتبر دليلا على ضعف الشاعر.
الشعر إيقاع وحركة تعودتهما الأذن منذ عشرات القرون.

4- عدا عن إمكانية تجويز تسكين القوافي (وهو من الحلال البغيض، وهو سكون خارجي)، فلا تسكين على الإطلاق في كلمات البيت الشعري الأخرى. لا سكون في داخل البيت.
فالداخل يعج ويضج بشتى أنواع الحركات من رفع ونصب وجر.

5- يكاد وضوح القصيدة في المعنى والإشارة والاستعارة والمجاز أن يكون كاملا أو شبه كامل.

فالأبيات فرادى والقصيدة ككل مفضوحة المقاصد والأغراض لا تستر نفسها إلا في القليل من الحالات (أقصد هنا الشعر الصوفي).

6- يمكن اختزال القصيدة بحذف بعض أبياتها التي تكرر معاني قيلت في أبيات أخرى دون أن يؤثر الأمر على مجمل سياق القصيدة معنى وقصدا.

7- الحقبة الزمنية/ عمر القصيدة، يدعي المؤرخون، أن امرأ القيس كان أول من قال الشعر وأول من قيد القوافي وأبد الأوابد.

أي أن هذا الشعر قد ولد قبل الإسلام بقرنين من الزمان...- إذا صح أن الشاعر امرأ القيس عاش في تلكم الحقبة من الزمن - واستمر معمرا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية (1945).
عمر طويل ولكن التغيرات التي طرأت عليه قليلة وجد بطيئة.

مع نهاية هذه الحرب واجهت البشرية عصرا جديدا وعالما جديدا وثورة في العلوم النظرية والتطبيقية وقفزة جبارة غير مسبوقة في عالم الألكترونيات وأجهزة الاتصال وباقي منجزات التكنولوجيا الحديثة.

8- القصيدة ملزمة  بقيود ثقيلة شديدة وأحكام صارمة لا تقبل نقاشا أو مساومة.
لا وجود هنا لحرية التصرف بالشكل.
كانت دوما مرآة صادقة لمراحل تاريخية منوعة من بداوة ورعي وزراعة وإقطاع ثم عهد الرأسمالية التي نعرف.

9- غارقة بإنجازات الفكر وسيطرة العقل الواعي وطغيان سطوة الرقيبين الداخلي (الشاعر نفسه) والخارجي (الحاكم والدين والمجتمع والتقاليد).

10- واقعيتها صارخة ومدوية تخترق الجلد وتنفذ للعصب العميق. لا تخجل من سفورها الكامل.

11- كان لها أمراؤها وشعراؤها الكبار المعروفون الذين ظلوا شامخين يطاولون ويتحدون الزمن.

12- لها أطوارها ومراحلها المشهورة كمرحلة الشعر الجاهلي والإسلامي والأموي ثم العباسي والأندلسي و.و.و ...

13- تصميم بنائها ثابت الشكل, لأن التفعيلات تتغير بوتائر ثابتة في البيت الواحد، والبيت الواحد هذا يكرر نفسه وينقل إيقاع موسيقى هذه التفعيلات إلى عموم هيكل القصيدة.

إيقاع ثابت، إذن يتكرر دوريا ومحدد التغير (ستاتيك) يحمل مضامين مكررة شبه ثابتة  تقادم على أغلبها الزمن.
على أن كل طور من أطوارها يتميز ببعض المعاني والمضامين والأغراض الخاصة.

14- نمو القصيدة الكمي عرضي ـ طولي لكنه ثابت بقوالب التفعيلات.

15- ليس هناك فراغات مكانية سواء في البيت الواحد أوفي عموم القصيدة كي يملؤها الشاعر بالنقاط.
لا نقاط ولا تنقيط في القصيدة.
هذا الأمر أتانا مع قصيدة الشعر الحر.

16- تلحن وتغنى بيسر.
فهذا الأمر كثير الشيوع.
شاع وانتشر منذ اقدم الأزمنة إذ رافق الغناء والطرب ومظاهر البطر والثراء.
كما كان - وما زال - الوسيلة المثلى للتعبير عن الحزن والشجن.
فما أكثر شعر المراثي والتعازي وطقوس البكاء.

17- يتذكر المرء هذا النوع من الشعر، يحفظه ويردده مع نفسه حسب مزاج الحالة الراهنة، فرحا أو حزنا، حكمة أو سخرية من أحد أو من الزمن...