عبد الكريم حسن: رحلة في "الموضوعية البنيوية"
مقدمة:
يُعدّ كتاب "الموضوعية البنيوية: دراسة في شعر السيّاب" لعبد الكريم حسن علامة فارقة في النقد العربي الحديث. صدر الكتاب عام 1983، ونال درجة الدكتوراه من جامعة السوريون بإشراف البروفيسور أندريه ميكيل.
مناهج متداخلة:
يسعى حسن في هذا الكتاب إلى الجمع بين منهجين نقديين: الموضوعية والبنيوية.
- الموضوعية: تركز على تحليل النصوص من خلال التركيز على الموضوعات الرئيسية والثانوية، وتحديد العلاقات بينها.
- البنيوية: تركز على تحليل النصوص من خلال التركيز على بنيتها الداخلية، وكيفية تفاعل العناصر المختلفة مع بعضها البعض.
ملاحظات نقدية:
واجه حسن العديد من الانتقادات حول منهجه، حيث رأى بعض النقاد أنّه لم ينجح في الجمع بين المنهجين بشكل فعّال، وأنّه انحرف عن المنهج البنيوي.
- البروفيسور أندريه ميكيل: اعتبر أنّ البحث كان "مغامرة مآلها الإخفاق" بسبب صعوبة الجمع بين المنهجين.
- البروفيسور غريماس: لاحظ أنّ حسن استخدم إمكانيات هائلة دون طائل، وأنّ طريقه لم تكن موضوعية أدبية بل موضوعية معجمية.
- البروفيسور دافيد كوهين: رأى أنّ حسن حاول التوفيق بين التزامن والتعاقب، لكنّ ذلك غير ممكن.
مراحل البحث:
يتبع حسن خطوات منهجية محددة في تحليله:
- تجميع النصوص: جمع حسن جميع الأعمال الشعرية للسيّاب وقام بإحصاء المفردات.
- تحديد الموضوع الرئيسي: حدد حسن الموضوع الرئيسي لكل مرحلة شعرية بناءً على تكرار المفردات.
- تحليل المفردات: قام حسن بتحليل كل مفردة تابعة للموضوع الرئيسي من حيث معناها وظيفتها.
- تحديد الموضوعات الفرعية: حدد حسن الموضوعات الفرعية التي تنبثق عن الموضوع الرئيسي.
- رسم شبكة العلاقات الموضوعية: رسم حسن شبكة توضح العلاقات بين الموضوعات الرئيسية والفرعية.
النتائج:
توصل حسن إلى العديد من النتائج حول شعر السيّاب، من أهمها:
- الحب هو الموضوع الرئيسي في معظم مراحل شعر السيّاب، لكنّه حبٌّ مُخفقٌ يسبب الألم والمعاناة.
- الموت موضوعٌ بارزٌ في شعر السيّاب، خاصةً في مراحله الأخيرة، ويعكس شعوره باليأس والإحباط.
- الوطن موضوعٌ هامٌّ في شعر السيّاب، حيث عبّر عن حبه لوطنه وانتقاده للظلم والقهر.
خاتمة:
يُعدّ كتاب "الموضوعية البنيوية" دراسة نقدية مهمة لِشعر السيّاب، على الرغم من الانتقادات التي وجهت إليه.