أمين معلوف.. الكاتب الفرنكفوني الذي اخترق حاجز المحلية وانطلق إلى العالم



التاريخ كان وما زال منبعه الأساسي، فهو يغرق بين صفحات التاريخ ويغوص في أعماقها، ومن ثم فإنه يحاول أن يستخرج تلك الكنوز التي بداخله.. 
خرج من لبنان واستقر بفرنسا وترك الكتابة بالعربية إلى الفرنسية، وأصبح في غضون سنوات قليلة من أحد أهم وأشهر الكتاب الفرانكفونيين (الذين يكتبون باللغة الفرنسية) 
وإذا عرفنا أن الفرانكفونية تنتشر في حوالي 25 بلداً حول العالم، فإننا نعرف مدى أهمية هذا الكاتب الذي استطاع أن يقطف كل هذه الشهرة من بين مئات الكتاب المشهورين على مستوى هذه اللغة الحية.
أمين معلوف كاتب عرف بجديته وأهمية المواضيع التي يختارها، فهو استطاع أن يوظف التاريخ لكتابة روايات متميزة تبتعد عن التسجيل التاريخي والتقريري، عرف كيف يضع نفسه ضمن إطار محدد داخل ذلك التاريخ لينتج رواية متميزة. 
ولد أمين معلوف في بيروت عام 1949، ودرس الاقتصاد والعلوم الاجتماعية بمدرسة الآداب العليا بالجامعة اليسوعية في بيروت، وامتهن الصحافة بعد تخرجه فعمل في الملحق الاقتصادي لجريدة "النهار" البيروتية الشهيرة التي تعتبر من أهم الصحف اللبنانية. عمل أيضا إلى جانب عمله كمحرر اقتصادي محررا للشئون الدولية بالجريدة، وهو ما أتاح له الاطلاع على الكثير من التطورات السياسية والدبلوماسية في العالم 
في عام 1976 ترك معلوف لبنان وانتقل إلى فرنسا حيث عمل في مجلة (إيكونوميا) الاقتصادية، واستمر في عمله الصحفي فرأس تحرير مجلة "إفريقيا الشابة" أو(جون أفريك)، وكذلك استمر في العمل مع جريدة (النهار) اللبنانية وفي ربيبتها المسماة (النهار العربي والدولي). 
ومنذ الثمانينيات تفرغ للأدب وأصدر أول رواياته "الحروب الصليبية كما رآها العرب" عام 1983 . ترجمت أعماله إلى لغات عديدة ونال عدة جوائز أدبية فرنسية منها جائزة الصداقة الفرنسية العربية عام 1986 عن روايته "ليون الإفريقي"، ورشح لجائزة (الجونكور) أكبر الجوائز الأدبية الفرنسية. 
كل هذا الزخم الروائي دليل على أن هناك من يستطيع أن يخترق حاجز المحلية وينطلق إلى العالم، فليس هناك ثمة حواجز أصلاً مادام العالم مفتوحا على مصراعيه لمن لديه الأفضل، ومعلوف تمكن من ذلك.