شاعر شطر ذاته إلى ضفتين لا تلتقيان عند مصب واحد كما يصف نفسه. قبض في إحدى كفيه على جمرة الشعر، وتشبث في الأخرى بصرامة النقد وتألق فيهما معا.
ينتمي إلى تلك الفئة من الشعراء الذين يشكل القلق صفة ملازمة لهم فلا ينفكون يبحثون عن طرائق وأشكال للكتابة تشكل انقلابا على السائد وخروجا من النمطي في محاولة دائبة منه لتذويت نصوصه وشحنها بأكبر جرعة ممكنة من هواجسه وأحلامه وأوجاعه وأوهامه حتى لتبدو للقارئ وكأنها امتداد فسيلوجي لروحه وتمثل سيكلوجي لجسده.
كثيرا ما ترمى كتابته بالغموض والإبهام و ذلك راجع إلى أن كتابته محملة في الكثير من الأحيان بالأبعاد الفلسفية والمصطلحات النقدية المتخصصة.
يضاف إلى ذلك أنه على الأرجح يكتب المقالة بروح المبدع الذي لا يضع نصب عينيه مخططات مسبقة أو أفكارا جاهزة أو رؤى معدة سلفا، فهو يترك للكتابة أن تجرفه بمدها وتغمره بموجها في حالة هي أقرب ما تكون إلى التداعي المتحرر من أعراف وتقاليد الكتابة المألوفة.
يسيطر عليه هاجس العبور إلى ضفة أخرى دائما وتحضر مفردات الحافة والنهر والجسر والمصب كثيرا في نصوصه خصوصا في كتابه الثاني الذي لم ينصف نقديا. كتابته النقدية من جانب آخر تعكس أبعادا معرفية عميقة واطلاعا واسعا وإلماما وافيا بالنظريات النقدية الحديثة.
وهو يعمل على توظيف ذلك كله لاستقراء النصوص الإبداعية من جهة وسبر الظواهر الثقافية والفكرية من جهة أخرى.
ربما بدا للمتأمل لتجربته عن كثب ببعديها النقدي والإبداعي أن حضوره النقدي النشط في ساحتنا المحلية قد طغى على حضوره الشعري رغم أنه أصدر حتى الآن مجموعتين شعريتين هما (رجل يشبهني) و (أخف من الريش أعمق من الألم) ولم يصدر له حتى الآن أي كتاب نقدي.
ربما كانت تلك ضريبة لا يزا ل يدفعها حتى الآن لشطره ذاته إلى ضفتين نرى أنهما تلتقيان، لا كما يقول هو، عند مصب واحد هو الإبداع.
التسميات
أعلام