سعاد الصباح.. المرأة التي نذرت نفسها للشعر والأدب واهتمت بقضايا وطنها والمرأة العربية والشباب



على الرغم من مشوارها الطويل في مجال الشعر وكتابته واستمرارها فيه لأكثر من عقدين من الزمن إلا أنها استطاعت أن تتجاوز هذا المشوار لتواصل طريقها في خدمة الأدب والثقافة.. 
ولعل كثيرين يرون أن ترك الشعر أو الكتابة إجمالاً هو عمل قاتل للمبدع، لكنه في بعض الأحيان يكون شكلاً من أشكال التجاوز ونوعاً من القفز على حاجز الجمود.. 
ولعل قائلا أيضاً يقول إن معين المبدع قد يكون أصابه الجفاف أو الضمور والاضمحلال فيضطر لأن يسلك طريقاً آخر.. 
والواقع أن ذلك قد يكون صحيحاً، لكنه يحتاج إلى تمحيص أيضاً في كل حالة على حدة..
و... هي قد تكون اتخذت هذا الطريق، لكنها تلك المكلومة والمعذبة والتي لم تخرج بعد من حزن الفقد بعد موت زوجها قبل عقد ونصف من الزمن، فظلت تكافح وتناضل من أجل بلدها ومن أجل نصرة قضاياها.. وإن ظلت تذكر ذلك الزوج في كل إنجاز تحققه وفي كل خطوة تشعر أنها تسير بها للأمام.. إنه ذلك النوع من الوفاء الذي لا نشاهده إلا قليلاً خاصة عندما يكون الإنسان مشهوراً ومعروفاً لدى عامة الناس.. عندها لا بد أن تتحول القضية إلى شهرة وإلى حب الذات الذي يتمرغ دونه الكثير ممن لا يستطيعون الظفر بمثل عشر شهرتها.. 
فهل ترك الشعر من أجل قضية أكبر يعد خطأ؟ 
ذلك تساؤل حري بالإجابة، وهو سؤال كبير من البخس العجلة في قول لا.. أو نعم.. فهما كلمتان بسيطتان، لكن وقعها كبير جداً وهو من النوع الذي قد يجر خطوطاً كبيرة وراءه.. 
ولذلك تبقى بعض الأسئلة معلقة إلى أن يأذن التاريخ بوضع إجابته التي يريدها، وفق معطيات زمن ما ومكان ما، يحدده هو أيضاً.. 
نعم.. سعاد الصباح.. امرأة نذرت نفسها للشعر والأدب، وراحت تجول العالم من أجل قضية بعينها.. قد تكون قضية بلدها وقد تكون قضية المرأة العربية.. وأخيراً قد تكون قضية الشباب.. ويظل الإبداع والأدب هاجسها الذي لا ينطفئ رغم حصولها على الكثير من الجوائز ورغم كل الأضواء التي حصلت عليها، تبقى من خلال مؤسستها ودار النشر التي تمتلكها نذراً ووقفاً على إبداعات الشباب، فهل نجحت في هذا التوجه؟